التقطت كاميرا عين المجتمع الكثير من الصور والمشاهد واللقطات الحية التي تروي قصصاً وحكايات ..هي غرائب وعجائب، هي معجزات، هي واقع مؤلم نعيشه اليوم لأم فقدت بأقل من دقيقة أولادها وزوجها، وأخرى لم تستطع توديع عائلتها والمشاركة في تشييع جثامينها لأنها كانت في غيبوبة، وطفلة نجت من ركام الإسمنت لتدفن تحت ركام الفقد واليتم.
كارثة إنسانية أصابت المجتمع السوري، زلزال خطف منا بثوانٍ معدودة أغلى مانملك ..أحباء وأقارب وجيراناً وفلذات أكبادنا، دمر واحة الأمان والراحة في البيوت والمنازل، موت وخراب أوجعنا وأدمى قلوبنا ولكنه لم يعم بصرنا وبصيرتنا عن واجب وطني إنساني، انبرى الكل دون استثناء بوفاء وإخلاص لتأديته ليوقد الأمل وتضفي محبة السوريين لبعضهم البعض على كل وجع، فكان المشهد الأكثر تفاؤلاً في هذه اللوحة المأساوية.
مبادرات خيرية أهلية ومجتمعية وحكومية، لدعم المتضررين من الزلزال، وحملات تبرع بالمأوى والملبس والدم، وجهود جبارة لفرق إغاثية إنقاذية لانتشال العالقين أياماً دون كلل أوملل، وسعادة لاتوصف مع كل ناج.
تعاضد وتساند وتكاتف المواطنين السوريين في البلد كلها لإنقاذ الأرواح وبلسمة الجراح وإنعاش الآمال تخطت حجم المأساة، حالة من التماسك الوطني تجاوزت انهيار الحجر والبشر لتعلن من جديد، ومرة أخرى لتؤكد المؤكد..أننا سوريون بامتياز، ونحن الأقدر على تحدي المحن والصعاب مهما تراكمت ولابد هنا أن يستجيب القدر لإرادة شعب عشق الحياة وضحى بأغلى مايملك من أجل عزة الوطن وسيادته.