من الملاحظ أن الكثير مما يكتب في الإعلام أو تتناقله وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي طبعاً ما يكتب وينقل ويكون منطقياً لا متحيزاً إلا للمصلحة الوطنية العليا ولايدس السم في العسل.
الكثير من الجهات المعنية تتجاهل ما نكتبه، وهذا يعني أحد أمرين: الأول أنها لا تقرأ ولا تتابع عبر مكاتبها الصحفية الكثيرة..وهذا غير صحيح والدليل على عدم صحته أنها تستنفر حين..
والأمر الثاني: أنها تتابع وتعرف بكل شاردة وواردة، ولكنها من باب القول: (حكي جرايد خليهم يكتبوا ما يريدون..والحكي ما عليه جمرك).
هذه الحال تماماً..مع أن الحكي عليه أكثر من جمرك حين يريدون..
في المحصلة كثيرة هي القرارات التي ربما تكون صائبة بوقت ما بلحظة ما ..لكن ليس الآن أبداً.
الناس تضمد جراحها وتعاضد بعضها وثمة روح من الألفة والمحبة والقيم النبيلة تلم الجميع على هدف واحد غاية واحدة ..وفجاءة تخرج علينا لجنة ما بقرارات تجعل الأسعار تقفز مرات ومرات..
مع أن بعض التجار وضعاف النفوس لم ينتظروا هذا القرار فكان الجشع بوصلتهم وجاء القرار الغريب العجيب ليصب زيتاً على نار الأسعار..
ولو أخذنا مثلاً قرار تصدير البصل منذ أقل من عام وكيف جعل أسعاره خيالية..اليوم نعود لنستورده…من المسؤول عن هذا، وهل علينا أن نقول له: شكراً؟.
قرارات مؤلمة في الكثير من جوانبها وتأتي مسوغاتها أكثر ألماً منها..
نحن اليوم نعبر مرحلة ضاقت فيها الكثير من أحوالنا.. حققنا نصرنا السياسي والعسكري والاجتماعي..وبقي أن نحقق نصرنا الاقتصادي..وهذا ليس بيد المجتمع وحده، وإنما يجب أن تسأل عنه اللجان التي تتخذ قرارات لايمضي وقت طويل عليها حتى تظهر سلبيتها…
المزاج الشعبي في العالم كله يؤخذ به حتى لو كان غير صحيح تماماً..وحدها بعض مؤسساتنا تمضي عكس التيار.