آلمهم صوت أنين الأطفال فلبوا النداء.. طلبتنا حملوا الأمانة وكانوا أهلاً لها

 

الثورة – علا مفيد محمد:
آلمهم صوت أنين الأطفال والنساء والشيوخ الصادر من تحت الأنقاض فهبوا مسرعين لتقديم العون لهم، نفضوا غبار الموت عن المصابين، فأنقذوا الكثيرين من تحت الركام، حملوا الأمانة وكانوا أهلاً لها.
شدوا من عزيمة المنكوبين في مراكز الإيواء حتى أصبحوا أقوى بعد أن أعادوا الثقة إلى نفوسهم المتعبة، ورسموا الأمل على وجوههم، ومسحوا الدمعة من عيون أطفالهم.
نذروا أنفسهم لبلسمة جراح المنكوبين، تضميدهم، مواساتهم، وتقديم الطعام والدواء واللباس لهم.. إنهم شبابنا وطلبتنا، الذين واصلوا الليل بالنهار، ولم يغمض لهم جفن، كي لا تدمع العيون، ولاتبكي القلوب التي في الصدور.
من درعا والسويداء والقنيطرة وحمص وحماة ودير الزور والحسكة ودمشق وريفها، هرعوا وهم يحملون زيت الزيتون والمستلزمات الصحية، يوضبون السلل الغذائية ويغلفونها، يشحنون الخيام لنجدة أهلهم في كل المحافظات المنكوبة من حلب إلى إدلب واللاذقية وطرطوس.

من “أرواد” أسرعوا لمساعدة أهلهم لحمل التبرعات إلى القوارب لتبحر على جناح السرعة عباب الماء إلى المنكوبين في اللاذقية وطرطوس، ومن ريف دمشق تسابقوا لحمل مواد الإغاثة وحليب الأطفال إلى السيارات لتهرع على الفور إلى حلب كي ترسم الضحكة على وجوه الأطفال الذين تيتموا، وأولئك الذين انكسرت خواطر آبائهم وأمهاتهم بعد أن فقدوا منازلهم.
من قلب العاصمة دمشق وقفوا راسمين صور التكافل التي ستحفر في ذاكرتنا جميعاً، وإلى الأبد، يؤدون واجبهم الوطني والإنساني، وكأنهم جسد واحد وقلب واحد، وكانوا مع أهلهم كالبنيان المرصوص.
من قلب الفيحاء كانت صحيفة “الثورة” حاضرة معهم، ومع مجموعة من إخوتهم الطلبة العرب، وهم يقفون أمام مكتب الأمم المتحدة في دمشق مطالبين برفع الحصار عن بلدهم سورية، وإنهاء عقوبات الغرب الجائرة والظالمة، ورافعين صوتهم عالياً حتى طي صفحة ما يسمى بـ “قانون قيصر” الأميركي غير القانوني وغير الإنساني.
الطالب محمد المحمد قال لصحيفة “الثورة”: لقد أصدرنا بياناً باسم الاتحاد الوطني لطلبة سورية ووجهناه إلى منظمة الأمم المتحدة، ناشدنا فيه هيئاتها ومؤسساتها للتحرك السريع والعاجل للضغط على الحكومات من أجل إنهاء الحصار والعقوبات وكافة الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضتها واشنطن وأدواتها منذ اثني عشرة عاماً على السوريين وحرمتهم من حبة الغذاء ورغيف الخبز ولقمة العيش، وطالبنا المجتمع الدولي بتقديم المساعدات الفورية والعاجلة للشعب السوري للتخفيف من معاناته من آثار الزلزال وتداعياته، وطالبنا الغرب بالفصل بين المساعدات الإنسانية والمواقف السياسية.


الطالب (حسام) قال لـ “الثورة”: لقد ألمت كارثة إنسانية في وطننا أثر تعرضه لهذا الزلزال المدمر، وجئنا لنطالب المجتمع الدولي برفع الحصار والعقوبات الظالمة عن شعبنا، وطالبنا جميع الاتحادات والنقابات والمنظمات الدولية بالضغط على واشنطن لإنهاء حصارها الجائر، من أجل إنقاذ ومساعدة المنكوبين وإسعاف الجرحى وتأمين العائلات التي شردها الزلزال.


الطالب أيمن الخرج رئيس هيئة اللجنة الطلابية في كلية العلوم السياسية قال لـ”الثورة”: إن وقفتنا هذه تأتي في إطار الضغط على الإدارة الأمريكية لرفع العقوبات الظالمة بحقنا وخاصة أن هذه العقوبات أدت إلى فقر شديد في المجتمع السوري، ونحن بدورنا كاتحاد للطلبة ساهمنا كثيراً في العمليات الإغاثية منذ اليوم الأول وساندنا إخوتنا في المدن المنكوبة ضمن فرق تطوعية طلابية منظمة آملين أن نكون قد خففنا عن أهلنا مصابهم ولو بجزء بسيط مما عانوه.
الطالبة ميس سويدان من لبنان الشقيق قالت لـ “الثورة” إن الرسالة التي جئنا لنوصلها للأمم المتحدة تطالب برفع الحصائر الجائر عن سورية، ونحن كطلاب لبنانيين نتعلم في جامعة دمشق جئنا اليوم لنقف مع إخوتنا السوريين كي نضغط لإنهاء بنود ما يسمى “قانون قيصر” الذي فرض على الشعب السوري لأن هذا الشعب وقف إلى جانبنا كعرب وهذا أقل واجب نقدمه وستبقى سورية أم لكل العرب.
أخيراً بحضورهم كانوا منبع القيم، وبتطوعهم كانوا الدواء للجراح، إنهم طلبتنا وشبابنا الواعد، داووا بهمتهم أوجاعنا، وخففوا فصول المأساة عن أهلنا، فكانوا أحفاد السوريين بحق، لما لا، فأجدادهم صناع الحضارة والتاريخ والأمجاد والانتصارات والنهوض من تحت الرماد كطائر الفينيق.

آخر الأخبار
الاقتصاد الحر كيف سيدير المشاريع الصغيرة؟    امتحان اللغة العربية يختبر مهارات طلاب المعلوماتية الذكاء الاصطناعي في الإعلام.. بين التمكين والتحدي التحوّل لاقتصاد السوق الحر.. فجوة بين التعليم المهني ومتطلبات الاقتصاد الجديد وزير الاقتصاد يطرح رؤية سوريا للتعافي الاقتصادي في مؤتمر "إشبيلية" قلوب خرجت من تحت الأنقاض مازالت ترتجف... اضطراب ما بعد الصدمة يطارد السوريين في زمن السلم عادات موروثة خاطئة تتبعها نسوة في ريف إدلب لعلاج اليرقان الوليدي 16 مليون سوري بحاجة ماسة للمساعدة.. الأمم المتحدة تطلق نداءً عاجلاً الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي