قد يبدو تغيير المدربين وانتقالهم من نادٍ إلى آخر، ظاهرة طبيعية في عالم كرة القدم المحترفة!!لكنها في ملاعبنا لاتبدو كذلك، ليس لأن احترافنا شكلي فحسب، وإنما لأن أسباب إقالة المدربين في أنديتنا، ليست مقنعة ولا منطقية، وغير مبنية على أسس فنية، ولا تحكمها ضوابط عقلانية، فخسارة في مباراة واحدة كافية لفسخ عقد المدرب والاستغناء عن خدماته، والبحث عن مدرب آخر، قد يكون سبق له تدريب الفريق ذاته!!وهذه بحد ذاتها مفارقة عجيبة، ومؤشر على الذرائع الواهية التي تسوغ بها إدارات الأندية إقالة مدربيها، أو دفعهم لتقديم استقالاتهم، على الرغم من أن ثمة قناعة راسخة، في ملاعبنا وشارعنا الكروي، أن مدربينا المحليين، لا يتحملون مسؤولية كبيرة عن النتائج، وأن الأمر جله رهن بأداء اللاعبين ومردودهم في الملعب، ومتعلق بحالة مزاجية متقلبة..
عندما يكون التعثر في مباراة سبباً وجيهاً لإقالة المدرب، ندرك أن لاشيء من كرة القدم موجود، وأننا نتخلف عن الركب العالمي سنوات ضوئية، والحاجة ماسة لتغيير العقلية وطريقة التفكير وأسلوب العمل، قبل الشكوى من سوء أرضيات الملاعب والأخطاء التحكيمية وعدم احترافية اتحاد كرة القدم.