أثناء البحث عن مخارج للأزمة الناتجة عن الزلزال الذي أصاب السوريين منذ أيام، كان العدوان الإسرائيلي الغاشم على دمشق ومحيطها، والكثير من التفاصيل الملحقة.
بالطبع لم يكن المشهد غريباً بالنسبة لنا نحن السوريين عندما شاهدنا الدمار الذي حصل في المنازل وقلعة دمشق العريقة وغير ذلك رغم قسوته، فالعدوان لم يغير أهدافه وأدواته في الماضي ولا في الحاضر، فهو أولاً وأخيراً يريد استهداف مؤسساتنا التعليمية والثقافية والتربوية وهذا ليس بجديد.. فمنذ بداية الحرب على سورية وهم يستهدفون السوريين بصواريخ حقدهم وغلهم.
الاختلاف في هذا العدوان هو توقيته، فالأيام التي يمر بها السوريون جراء الزلزال كانت مريرة، ورغم ذلك لم تمنع الصهاينة من عربدتهم السياسية وأسلوبهم القذر – وكالة وأصالة – من القيام بأي فعل وتحت أي ظرف كان.
سورية المنيعة بشعبها وبتراثها، وبإنسانيتها، يسيرون في العمل وفي رسالتهم التي ستبقى عالية لأن وجهها الحضاري رسالة المحبة والإيمان بالشعب والإنسانية، ولأن الشعب الذي صمد طوال سنين الحرب الظالمة والحصار الجائر سيبقى شعلة مضيئة في دروب الإنسانية.
لاشك أن ما كانوا يتمنونه لم ولن يتحقق، وما كانوا يتوهمونه أنه حبيس الغرف المغلقة بات واضحاً وعلناً أمام الجميع..
فسورية كانت وستبقى في دائرة الاستهداف، وفي كل مرحلة من المراحل تتغير الأدوات وتتلون وتعمل بأشكال مختلفة لكنها تنكسر وتندثر وتفقد دورها بإرادة السوريين وما يقدمونه من فعل بطولي خلاق في المواجهات.
السوريون من كل أطياف الحضارة والعطاء رسموا بالدم الغالي حدود الوطن وأعلوا البنيان، وهم يفعلون ذلك قولاً وعملاً، وربما كان ذلك واضحاً أثناء الحرب، والزلزال الأخير الذي أثبت أن السوريين يد واحدة وقلب واحد، والأهم أن التاريخ سيسجل في أسفاره أن كل ماحصل سقط تحت أقدام الشعب السوري وإرادته وعنفوانه، وأن الغد المشرق قادم شاء من شاء وأبى من أبى.