“الحَول” الإنساني والأخلاقي

لاشك أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية أحدث زلزالاً سياسياً في العالم ما تزال ارتداداته السياسية كما الجيولوجية تتفاعل، وبالرغم من أن الكارثة جمعت بين بلدين جارين إلا أنها كشفت أقنعة الكثير من الدول المدعية الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، وأظهرت بعدها عن الإنسانية.

منذ البداية قامت الدول الغربية بالتركيز في المساعدات الإنسانية وفي الحملات الإعلامية على الأضرار التي تسبب بها الزلزال على الجانب التركي والذي هو دمار مهول طبعاً، وجسور الإغاثة الجوية الدولية التي أطلقت باتجاه المطارات التركية تفوق تلك التي توجهت إلى سورية بعدة أضعاف مدفوعة بأسباب سياسة ومواقف بعيدة كل البعد عن الإنسانية وفي تجاهل حقيقي لحجم الكارثة التي حلت بسورية جراء الزلزال.

فالعديد من دول العالم الغربي التي تدعي حمل لواء الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم وتحاضر على دول “العالم الثالث” كما تصنفها أغمضت عينيها عن الكارثة التي حلت بسورية وأصيبت بـ “الحَول الإنساني” ولم تر ما أصاب السوريين من دمار جراء الزلزال الكارثة.

بل إن بعض الدول بدأت ترسل المساعدات للسوريين عبر تركيا وعبر مطارات دول الجوار، وكأن مساعدات الإغاثة لايمكن أن تصل إلاّ عبر تلك المطارات! وكأن هبوط الطيران الأوروبي والغربي في المطارات السورية أو رسو السفن الغربية في الموانئ السورية وصمة عار على تلك الدول! أي حول سياسي وفكري وأخلاقي هذا! نعلم مدى التبعية والانصياع للإرادة الأميركية.

وأمّا من لايريد أن يرسل المساعدات من الدول، فليس عليه حرج وعليه ألاّ يدعي بأنه يرسل المساعدات للسوريين عبر الأتراك أو غيرهم، لأن المصابين بـ “الحَول” السياسي والأخلاقي لاعتب عليهم وهم خارج حسابات السوريين الذين يعرفون من يقف معهم في محنتهم ويعرفون من أرسل السلاح لآلاف المرتزقة عبر الحدود لتدمير الدولة السورية بطريقة أقسى من الزلزال المدمر.

لن نعتب على واشنطن “حَولها” السياسي والأخلاقي، فهي منذ أن نشأت، قامت على دماء الهنود الحمر وإبادتهم، وتاريخها الإنساني نعلمه من ناغازاكي وهيروشيما إلى فيتنام والعراق وأفغانستان وسورية واليمن والصومال، ومثلها فرنسا وبريطانيا والقائمة تطول، لكن العتب على بعض العرب الذين دفع السوريون من دمائهم وتعبهم وعرقهم لأجل حمايتهم وتطوير بلدانهم عبر عقود من الزمن.

“الحَول” الأخلاقي لم يقتصر على بعض الأنظمة والدول والحكومات، بل انتقل إلى الإعلام الغربي الذي لم ير من الزلزال المدمر الذي ضرب سورية سوى المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية، وهي وإن كانت مناطق منكوبة فعلاً لكنها ليست الوحيدة في سورية بل هناك مناطق واسعة طالتها الكارثة ولكنها غابت عن الإعلام الغربي.

الإعلام الغربي لم يستطع أن يتعاطف مع السوريين في حلب واللاذقية وحماة وطرطوس لأنه يريد استغلال الزلزال لتوجيه الاتهامات الباطلة للدولة السورية بمنع وصول إمدادات الإغاثة للمنكوبين في إدلب وشمال غرب حلب تحت سيطرة الإرهابيين، هذا الإعلام لم ير قافلة المساعدات الإغاثية التي تم تجهيزها وبقيت يومين تنتظر للدخول إلى إدلب بمرافقة الأمم المتحدة، لكن الإرهابيين رفضوا إدخالها.

وهذا الإعلام لم ير قرار الدولة السورية فتح معابر داخلية إضافية عبر الخطوط ولا معبرين إضافيين مع تركيا لتسهيل إدخال المساعدات، فهو لايريد أن يرى الموقف الإنساني للدولة السورية بل منشغل في تلميع الإرهابيين من الجولاني إلى الخوذ البيضاء الإرهابية.

المصابون بـ “الحَوًل” الأخلاقي يستطيعون أن يجدوا آلاف المبررات لعدم مد يد العون للسوريين في محنتهم، فتارة قانون قيصر المجرم، وتارة العداء للدولة السورية، لكن جميع هذه المبررات غبر مقبولة ولن تشفع لمن يطلقها في محاكم الضمير والإنسانية.

آخر الأخبار
المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة في اليوم العالمي للطفل.. جامعة دمشق داعمة لقضايا الطفولة بمناهجها وبرامجها التعليمية استشهاد 36 وإصابة أكثر من 50 جراء عدوان إسرائيلي على مدينة تدمر بالتزامن مع يوم الطفل العالمي.. جهود لإنجاز الاستراتيجية الوطنية لحقوق الطفل "التجارة الداخلية" بريف دمشق تبدأ أولى اجتماعاتها التشاورية أسطورة القانون رقم 8 لحماية الناس..!! حمى عناصر الرقابة التموينية والتضخم والغلاء.. مرسومان بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرة د... رئاسة مجلس الوزراء: عدم قبول أي بطاقة إعلامية غير صادرة عن وزارة الإعلام أو اتحاد الصحفيين السفير الضحاك: استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين انطلاق الحوار الخاص بتعديل القوانين الناظمة لعمل "التجارة الداخلية" بطرطوس الأملاك البحرية لا تُملك بالتقادم والعمل جار على تعديل قانونها وزير التجارة الداخلية: بهدف ضبطها ومراقبتها .. ترميز للسلع والمنتجات ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43972 منذ بدء العدوان عراقجي: فرض أوروبا إجراءات حظر جديدة ضد إيران خطوة مدانة واستفزازية ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان على جنين ومخيمها لليوم الثاني إلى خمسة في يومهم العالمي.. مطالبات فلسطينية بحماية فورية للأطفال من استهدافهم الممنهج القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتقضي على 50 عسكريا أوكرانيا في سومي زيلينسكي: أوكرانيا ستهزم بحال أوقفت واشنطن دعمها العسكري     "كاونتر بانش": مطالبات بإقرار عضوية فلسطين في الأمم المتحدة