قصيدة الطمأنينة لميخائيل نعيمة ردّدناها كثيراً وحفظناها عن ظهر قلب واليوم تنتفض في أولى ذكرياتنا
سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر
فاعصفي يارياح وانتحب ياشجر
واسبحي ياغيوم واهطلي بالمطر
واقصفي يارعود لست أخشى خطر
إنّها طمأنينة المأوى في الحياة المدنية وبيت الذكريات ولمّة الأحباب التي لم يبق منها غير الركام بفعل الزلزال….
مآسي الوجود المقهور لمن فقد أسرته بالكامل أو بعضها ويلتفّ ويدور حول كومة الركام التي كانت بالأمس القريب الحضن الدافئ لكلّ فلسفة الحياة بحلوها ومرّها ،وعين ترقب في المجهول وتنتحب قادمات الأيام في فلك مشحون تتزلزل فيه بعض النفوس قبل الحجر والشجر…
قضاء من اللّه وماشاء فعل ،وهذا لاينفي مسؤولياتنا الإنسانية التي جُبلنا عليها والمكوّنات في عمومها وجزئياتها وتفاصيلها التي تخلق شخصية الإنسان الذي يتعلّق بفكره وثقافته بأركان حياته والتي أهم مفاصلها بيته ،ولن تتجاوز أكبر مطالبه بيتاً في حيّه الذي فيه بيته وذكرياته وركام لعلّ دورة الحياة تعيده من جديد…
على الجانب الآخر ممّن بقي ويعيش حالة ذعر تدفعه في كلّ يوم ليلملم أوراقه وحاجياته الملحّة في كيس صغير يختزل فيه كلّ الحياة ويُهمل ويغفل عن تاريخ وحضارة الإنسانية التي عاش بفيئها ،فهل يترك مايستظلّ به غيره ؟! وهل يحمل في كيسه أثراً يحفظه كمقتنياته للإنسانية جمعاء…
الإجراءات الإغاثية تستلزم إجراءات احترازية وخطة طارئة لحفظ الكنوز التاريخية والحضارية من مخطوطات وآثار وكتب وإبداعات نعتّز بها وصونها بطرق آمنة ووسائل ابتكارية من الأفراد والمؤسسات والوزارات والمجتمع الأهلي كلّ بقدر استطاعته ومسؤوليته ،ولدينا خبرة سنوات من الحرب التي عشناها عندما نقلنا المقتنيات من مناطق تواجد الإرهابيين إلى أماكن آمنة…..