بشرت رايس بشرق أوسط جديد، تختلط فيه الأوراق التي تجعل من الفوضى مساراً جديداً يهدم الأنظمة العربية الجمهورية بالتحديد، لأنها خارج نطاق الهيمنة الأميركية بنسب متفاوتة، وفق إرادة الشعب العربي في أقطاره المختلفة.
إلا أن ما حدث هو التوجه لنظام عالمي جديد، لم تحسب رايس والأميركيون الذين ظنوا أن تحكمهم في مصائر الدول سيستمر إلى اللانهاية.. ذات الأمر الذي تملك دول أوروبا يوماً ما حين كانت قارتهم تهيمن على معظم دول العالم، ما دعوه بالعالم الثالث، الأمر اللافت اليوم أن القارة العجوز تتحول اليوم إلى مصاف العالم الثالث بتواتر متسارع، الأمثلة تتضح أكثر بعد شجار ماكرون مع رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية، وعدم احترام أي من سفراء الدول الأوربية في دول القارة السمراء، الذين كانت شعوبهم مسخرة لبناء دول أوروبا، فرنسا اليوم تنسحب بركلات واضحة من أي تواجد لها على الساحة الإفريقية، التي يتحدث ساستها بقوة أنه لولا إفريقيا لما كان لفرنسا وجود اقتصادي وهي الفقيرة لأي مقومات اقتصادية طبيعية. ويوم سخّرت الثورة الفرنسية لتكون مثالاً يحتذى في سياسات العالم وبناء الدول الديموقراطية، كان لإبرازها كقوة تساعد دول أوروبا للهيمنة السياسية والاقتصادية على دول العالم الثالث.
المستعمرات الأوروبية اليوم يُصفع وجهها في معظم الدول التي كانت تعتبر أنها الراعية بالأمومة لتلك الدول.
في مانيبيا يهان السفير الألماني من قبل الرئيس بشأن ممارسات التمييز العنصري ضد الأفارقة، على ذات أرضهم، ويعصف فيه لعدم تدخله في سياساتها الخارجية وعلاقتها مع الصين وغيرها..
هذا ينساق على التعامل مع معظم سفرائهم في معظم المحافل الدولية، ففي مؤتمر دول العشرين في الهند مؤخراً، لم تجد وزيرة الخارجية الألمانية أي اهتمام من ممثلي الدول الأخرى وعدم عقد أي لقاء مع أي منهم.
أما الأمر اللافت الذي تقوم به أميركا تجاه دول القارة العجوز هو نقل معظم صناعتها منها إلى أراضيها..
إزدراء الدول الأوربية يتضاعف، والتعامل الجديد معها يضعفها اقتصادياً ويقلص مكانتها السياسية الخارجية.. ما يغير موازين القوى في العالم..
هذا واحد من مفرزات الحرب الأوكرانية الروسية، التي ستغير النظام العالمي الجديد برمته، فكل ما يحدث في أوروبا هو رسالة واضحة لأميركا التي تحاول لملمة قوتها التي تنهار، بوضع قدم لها هنا وهناك إن في سورية أو في العراق، وتعنيف إيران بعرقلة حل الاتفاق النووي، وتهديدها خاصة وهي ترى الدب الروسي يكسر الجليد السعودي الإيراني، ما يؤلمها لأنها تعتبر السعودية ذرة تدور في نواة فلكها.
العالم يتغير بعد الربيع العربي وحرب أوكرانيا، بما يؤكد أن النظام الأميركي عالمياً على شفة الانهيار، والأهم هو بدء انهيار الكيان الصهيوني بعد وصول اليمين المتطرف، الذي تقف في وجهه سيف القدس وكل الحراك الفلسطيني في الداخل، إضافة للهجرة العكسية لليهود الصهاينة، من الداخل الفلسطيني، كل إلى بلاده الأولى بعد فقدهم للأمن الذي وعدوا به، وما يقوله محللوهم، هل تحتفل دولة الكيان بعيدها الثمانين وخلفها شارات استفهام عديدة؟؟؟ما يثير قلق المقيمين في الكيان.
ملامح الانهيار الأميركي في أذهان قادة العالم، خاصة العقلاء منهم، مرتسماته تبدأ بازدرائهم تعيين أميركا للأدمرالين راشيل ليفين وسام بريتون نائب وزير الطاقة النووية، لحماية الخليج العربي من إيران، وهما المتحولان جنسياً، ليصبحا في عداد إناث أميركا !!..