من المعروف في الدراسات الفكرية وغيرها أن هوامش المؤلف التي تحيل إلى مصادر ومراجع البحث تدل على عمق بحثه وقدرته على أن يكون الطريق إلى ما في البحث واسعاً ومفيداً.
وتكون هوامش القارئ الذي يمسك بيده قلماً، ويعلق على ما يقرأ نقداً فيه الإثراء للفكرة يكون أيضاً تصويباً للعمل يجب ألا يغفل.
لا أدري لماذا ارتبط الأمر عندي بهامش الطريق أو الرصيف مع أن العلاقة بينهما ليست صحيحة.. لكن أمس قرب كلية الحقوق وعلى زاوية الدرج المؤدي إلى أسفل جسر السيد الرئيس كدت أختنق كما غيري من ضيق هامش العبور فلا رصيف أبداً.. لقد احتلته البسطات بل إن أحدهم على الزاوية نفسها أخذ المكان ونصب عوارض حديدية دعمها بحجارة كبيرة.. تخيلت أن الرصيف كتاب ليس في صفحتي أي هامش أبيض بل ضيق جداً ما يجعل حتى العين تتألم..
أرصفة شوارعنا ليست لنا لقد تحولت إلى مكبات نفايات الخردوات، وعليك أن تتدبر أمر العبور في ازدحام السير.
أمر غير حضاري لا من قريب ولا من بعيد.. لسنا ضد أن يعمل الناس، ولكن ليس هكذا..
يكاد العابر من قرب وكالة سانا إلى جسر السيد الرئيس يدفع حياته كل خطوة.
لقد احتلوا الرصيف ولو استطاعوا أن يصلوا منتصف الشارع لفعلوا.
ومع كل مفارقات العلاقة بين الرصيف وهوامش الكتاب ربما علينا القول ببساطة: لقد ضيقتم كل شيء علينا حتى على وقع أقدامنا.. دعونا نشعر أن ثمة متسعاً مازال ولو كان رصيف العبور.