ليس سراً ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية بدعمها للتنظيمات الإرهابية والانفصالية في سورية، فالكثير من التقارير الاستخباراتية والإعلامية تناولت هذه العلاقة المشبوهة والوطيدة بين القوات الأميركية الغازية وما يسمى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن من جهة، وتنظيم داعش الإرهابي خصوصاً من جهة أخرى، بل أكثر من ذلك فقد ظهر الكثير من التصريحات لمسؤولين أميركيين كبار بمن فيهم رؤساء تحدثوا فيها عن علاقة البيت الأبيض بظهور داعش في سورية والعراق.
العلاقة الأميركية مع التنظيمات الإرهابية قديمها وحديثها إذاً ليست جديدة، بل هي تتحور بحسب رغبة إدارة البيت الأبيض المسؤولة أولاً وأخيراً عن تشكيل هذه التنظيمات القاتلة لبث الفوضى والإرهاب في كل مكان تستطيع اليد الأميركية الوصول إليه، وما تقوم به القوات الأميركية والتحالف المجرم بين فترة وأخرى بنقل عناصر من تنظيم داعش الإرهابي ممن تحتجزهم أميركا في بعض السجون بمحافظة الحسكة من مكان الى آخر داخل الأراضي السورية، وإلى العراق أيضاً ليس إلا إثباتات إضافية تعري الارتباط الوثيق بين واشنطن والإرهاب بكل مسمياته وأشكاله.
وما أعلنه مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين اليوم حول مواصلة الولايات المتحدة لاستخدام التنظيمات الإرهابية التابعة لها في سورية لتقويض جهود الدولة فيها، ونيتها لتشكيل كتائب من الإرهابيين لتنفيذ أعمال عدائية ضد الحكومة الشرعية في سورية، وعزمها على تزويدهم بسيارات رباعية الدفع ومدافع وأنظمة دفاع جوي محمولة، يؤكد دون أدنى شك أن الأميركيين مستمرون باستثمارهم للإرهاب لتنفيذ مخططاتهم العدوانية ضد الشعوب التي ترفض الهيمنة والتبعية.
كما أن هذه المعلومات تأتي من الشخص العارف بخفايا المخططات الأميركية التي لم تقف عند حد، بل إنها تتصاعد في كل مكان استطاعت الوصول إليه، الأمر الذي يؤكد أن الهجمات التي يشنها التنظيم الإرهابي بين فينة وأخرى في البادية السورية منسقة ومخطط لها، والقاعدة العسكرية الأميركية في التنف بريف حمص مسؤولة بشكل مباشر أكثر من غيرها من القواعد الأميركية الأخرى الموجودة على الأراضي السورية بشكل غير قانوني، عن اعتداءات الإرهابيين وجرائمهم بحق السوريين، وهي التي تدير إرهاب الدولة الأميركية في الأراضي السورية، جهاراً ونهاراً وعلى عين المجتمع الدولي كله.