الثورة – نيفين عيسى:
رحيقٌ يطوف بيننا تاركاً أثراً من الألفة والحنان .. يُهدي المحبة أينما حلّ وارتحل ، يُطوّق أرواحنا بعبير العطاء وأيقونة الوئام.. إنها الأمّ التي أخذت على عاتقها أن تكون منارة تهتدي بنورها الأجيال.
في عيد الأم ، تذكرُ إيمان العبد ما قدّمته أمها بعد وفاة رب الأسرة بينما كانت هي في الرابعة من عمرها ، وتقول إن والدتها تقاسمت وقتها بين العمل ورعاية أبنائها الثلاثة دون كللٍ أو ملل ، ودون أن تشعرهم بما تعانيه من تعبٍ وما تواجهه من مشقةٍ في الحياة ، وتضيف أن والدتها أُصيبت مؤخراً بمرض السرطان لكنها قاومته بكل شجاعة حتى شفيت منه ، فكانت أنموذجا حقيقيا للصبر والعطاء.
حسن بدوي طالبٌ جامعي تحدث عن تضحية والدته بعد استشهاد والده في العام الثاني من الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية ، حيث حملت أعباء الأسرة كاملة فكانت الأب والأم والصديق لأبنائها ، غرست فيهم روح المواطنة والانتماء ، وشجعتهم على أن يحققوا أمل والدهم وحلمه بأن يكونوا اشخاصا ناجحين ومتميزين في المجتمع ، وكم مرة كانت تحرم نفسها من متطلباتها الشخصية لتؤمن لأبنائها الملابس والطعام ونفقات الدراسة.
تتعدّد النماذج المُشرقة للأمومة في مجتمعنا وتأخذ أشكالاً مختلفة ، ومن بينها رباب سعيد التي أُصيبت بإعاقة جسدية عندما كانت طفلة ، ما تسبّب لها بصعوبة في الحركة والتنقل ، إلا أنها أصرّت على أن تصنع الفرق و تُكمل دراستها وتدخل ميدان العمل ، وكانت لديها أمنية بأن تصبح أمّاً ، وقد رُزقت بابنة عملت على تربيتها على أكمل وجه وقدمت لها كل أشكال الرعاية حتى تزوجت ابنتها.
هي الأمّ التي تربّعت على عرش القلوب تنسج الأحلام لأبنائها وتُمهّد لهم الطريق لينعموا بكل ما يحبون في هذه الحياة ، فاستحقّت أن يحتفي بها الجميع في عيدها..وفي أيام السنة كافة .