للأم التي كانت ولاتزال الحضن الدافىء، القلب الواسع، الفكر النيّر، الأخلاق الحميدة والكريمة، للعينين التي منهما انبثق لون الربيع، والنور الذي أضاء الدروب، واليدين المقدسات بلون الإنسانية والحب.
في عيد الأم لا مكان للعبارات، فلهذا العيد رهبته ومكانته المرموقة في قلوبنا جميعاً، فهي المعجونة من قدس الأقداس وسرّ الكينونة، المشغوفة بصنع الماضي والحاضر والغد.
أمي، أمهم ، أمهن، أنت لنا بدء الحياة ومنتهاها، القابضة على جمر الحياة، في عيدك يصبح للربيع طعم آخر، فأنت أول أبجديات الحب، وأولى القصائد التي كُتبت لعينيك، وأنت التي لولاها ما كانت الأمة، وما كان الوطن.
نعم، الأم وطن، والوطن أم تزهو بنا، ونزهو بها، كلاهما جذورنا وعطاؤنا وحبنا وحياتنا، حين نحتفي بالأم إنما نحتفي بالوطن، وبالإبداع، وبالعطاء، وبالحب، نحتفي بالتي سهرت وتسهر على صنع مستقبل أبنائها، تبني الوطن مدماكاً فوق مدماك، وتدفع به إلى سدة العلياء.
عيد الأم الذي نحتفل به اليوم هو عيد من وهبتنا الحياة من أجل ان نعيش، سهرت الليالي وارضعتنا حليب الحياة، حليب حب الأرض والوطن.
في الذاكرة السورية شواهد وعبر لا تعد ولا تحصى سجّلتها أفعال النساء السوريات في وجدان الوطن، ولذلك نقول من أي طينة أنت أيتها الأم السورية.. عن ماذا نروي ونتحدث وأنت التي مازلت تزرعين أرضنا خيراً وقمحاً وحباً وأنتِ أم البطل، أم الشهيد، أم رجال الأمس واليوم والغد، أنت حدائق الحبق، وسيدة اليوم والغد.
إلى الأمهات السورية في عيدكن.. أهديكن جميعاً باقات من الحب والامتنان.. يا من اختصرتن الوطن بعيونكن، فكنتن الروح والمجد والخلود، ورسالة الفعل والتغيير والتأثير والإصرار، كل عام وأنتن والوطن بألف خير .

التالي