استقبل بوتين الرئيس الأسد لبحث ملفات هامة والوفد الرسمي المرافق متعدد المسؤوليات. بعض القضايا العالقة تحتاج تسريع سيرها البطيء في نهايات حلها.
طبيب العيون الجراح الماهر السيد الرئيس بشار الأسد، يعرف تماماً أين يُعمل مبضعه، الجراحة مع أردوغان ليست أهم المشكلات، ذاك الذي امتدت أصابعه لسورية وحلم بالصلاة في أموي دمشق، مفلس اليوم، يحتاج طوق نجاة يخرجه من تلاطم الموج على صندوق اقتراعه، لم يعد يسعفه تغيير مواد عدة في دستور تركيا، ليكون لصالحه.
هو يحتاج اليوم إلى البند الأهم في برنامجه الانتخابي، والكرة في ملعبه، يصافح ونسامح، لا بأس لكن بعد خروج آخر فلوله من الأرض السورية.
أما المبضع الذي أوجع الأميركي، هو في كون القواعد الروسية على الأرض السورية، ستختص لتطويق المفاعيل الأميركية والناتوية، وسيكون المفتش الروسي ساهراً يطلق صافرة الاعتراض على أي سلاح يمكن أن يعبر سماء سورية، ما يغلق المجال الجوي ضد الطائرات الصهيونية.
أما المبضع الذي سيفعل فعله في التنف حيث القاعدة الأميركية الأكبر على الأرض السورية، الحاضرة على طاولة العمليات تحت الضوء الشديد، لأجل التفاصيل التي يحتاج الجراح الوصول إلى أجزائها الورمية لاستئصال مسببات الألم، أمر غير شائك.
أردوغان عليه إعادة حساباته، وكذا الكيان الصهيوني، فلقاء الأسد وبوتين لم يكن هيناً على أي من الأطراف التي عبثت في سورية خلال عقد ونيف، بإعلامهم المضلل، وكل الثقل العسكري الذي دعم الإرهاب، ظلت سورية صامدة في وجه أعتى حرب يمكن أن تشن ضد دولة ظنوا أنها صغيرة، لأنهم لم يعرفوا حجم إرادة شعبها التي تتجاوز الأرقام والحسابات كلها.
كل القوى التي تكالبت على سورية تحتاج مبضع الجراح، لتطهير الجسد السوري من كل قوة غير شرعية دنسته، أو تآمرت على سيادة أرضه من دول الجوار. وساندتها دول الغرب الأبعد جغرافياً. ناهيك عمن لا يمكن ضمان تعهده بأي موقف أبعد من باب قاعة الاجتماع مع من يلتقيه.
فشل الأطراف التي عبثت لتفكيك الوطن السوري، أخذهم لحصار الشعب في لقمة عيشه، وسرقة مقدراته الاقتصادية، ودعم الكيان الصهيوني ليقلقه بغاراته.
اللقاء بين الزعيمين يمكن أن ينتج عنه، إحراق الوجود الأميركي أينما امتدت يده. في سورية أو أوكرانيا. التي يصرح الأميركي برفدها بسلاح دبابات لم يُستخدم بعد، لاستنزاف مقدراتها ثمناً لها، وتجريبها لأول مرة، فهل يستفيق الأوكرانيون من الوهم الذي أغرقتهم فيه أميركا.
المرضى يقفون على باب غرفة العمليات، كل ينتظر دوره للعمل الجراحي الذي قد يشفي البعض، أو ينتهي به وجوده، كون الورم الخبيث تمكن منه.
من يفكر بعقلانية قد يكتب له الشفاء ليحيا على أرضه بسلام، أما الأورام المتغطرسة لن يحالفها الحظ في التمدد على الأرض التي أرادوها مقبرة لأبناء شعبها، فعلى أطراف أسوارها قبور مفتوحة تلتهم غزاتها، حيث الخائن والغازي لن تجاور حفرته مثاوي الشهداء.