نحتفي في اليوم العالمي للشّعر ونحن نبحث بين ثنايا الفنون والآداب عن المُشافهة التي افتقدناها ونعتّز ونفخر بها والتي اشتهر بها وعن استعادة مكانته بين تلك الفنون لأنّه شكلٌ من أشكال الهوية التي تتميّز بها الشعوب.
تبقى المساهمات الشعرية حديثها خلافاً لقديمها بلغات العالم يخفت نبضها ويقلّ مفعولها في ثقافات العالم، وعندما يفخر شعب من الشعوب بلسان حال أمته يستعين بشعراء العصور القديمة التي خلّفت إرثاً شعرياً حضارياً يقوّي الروابط الإنسانية ويخلق الانسجام بين أفراد المجتمع الواحد فهو لسان حالهم بدءاً من القبيلة وصولاً إلى البلدان والأمم.
بين الموسيقا الشعرية والوزن وزخم المعاني ضاع الشعراء اليوم ولم تسعفهم القوافي وبين الإبداع والموهبة صدرت الدواوين الشعرية وتعدّدت البرامج والمسابقات لإنتاج لقب شاعر.
الشغف وقوّة الانفعال مع قضايا العصر بصدق وهموم الوطن وآلامه وآماله وتطلعاته المستقبلية هي أساس المضامين الشعرية وأغراضها المعروفة لكنّ الأنا والشهرة والمكاسب الفردية بكلّ أسف استحوذت على الشعر والشعراء وضاعت القصائد وضاع معها الشّعر والذائقة.
نحتفي بيوم الشعر العالمي بمحمود درويش وأدونيس وسميح القاسم ويوسف الخال ومحمد الماغوط وفدوى طوقان وعمر أبو ريشة ونزار قباني ومعروف الرصافي ومحمد مهدي الجواهري وسليمان العيسى وبدر شاكر السياب وحافظ ابراهيم ناجي وأحمد شوقي وأمل دنقل وجبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وبشارة الخوري، ونأمل أن تولّد الحياة أمثالهم في عصرنا الحديث ليكون الشّعر بخير مع قادم الأيام والأعوام.