الملحق الثقافي- سعاد زاهر:
قرب السياج يختفي القمر
رمت بعض البذور عساه يلتقطها
وسخرت في سرها
أي خيال
عبرت السياج
والتقطت ثمرات الزيتون
وتركت أشجار البرتقال
تمتلئ بلونها تتزمل
لم تولد هناك يوماً
وأخافتها حكايا البلاد
وهربت من كل الكائنات
اليوم حين كبرت وأصبحت
ترتدي الفستان
وتشرب ماء البئر
قرب أرضها
تاركة كل تلك الطرقات
تبحث عن نشيد، أغنية
تكبلها قرب البحر
لا تخاف الاقتراب مهما علت الأمواج
الا أنها استغربت السياج
وحين اقتربت أكثر جرح أدماها
ونزفت يدها
وحين بحثت عن دواء
انتفضت في وجهها القبيلة
كأنها غريبة
لم يسمعوا يوماً بها
كأنها من عشيرة دخيلة
اختبأت قليلاً خلف الأشجار
وحين اهتزت وقدم بوجهه الأسمر
ارتعدت وندمت
وقالت في سرها
ليتني لم أحضر
اختفت خلف الأعشاب الطويلة
وحين اقترب أحد الخرفان
هالها نظرات الشفقة
في النهاية لا أحد يشعر بها
سوى الخرفان (والعنزات)
قرار خائب
لماذا جاءت
هل ستردم الحفر؟
وتستأنس بليالي السهر
وتنسى الاغتراب
وتعبر السياج
لم تحمل أي سلاح
أي ضعف حين تريد
استرجاع التراب
بالنظر إلى القمر
والنظر إلى القمح
من بعيد
حين لوحت بيدها
إلى أول سيارة عرفت
أنها لن تعود يوماً
إلا وفي يدها معول
العدد 1138 – 28-3-2023