الثورة – فاتن دعبول:
اتسم برنامج احتفالية المعهد العالي للفنون المسرحية بيوم المسرح العالمي بالغنى والتنوع، وبحضور لافت من جمهور الطلاب والمدرسين وخريجي المعهد، احتفاء بهذا اليوم الذي يشكل في مضمونه التفاتة تقييمية لحال المسرح ودوره الهام في ظل ما نعيشه من ظروف تنعكس بشكل أو بآخر على نتاجه، كون المسرح يشكل مرآة للواقع ويلامس هموم الناس، آلامهم وآمالهم.
وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح تم افتتاح استديوهات التمثيل والقاعة الأرضية للتدريبات بعد إعادة التأهيل، هذا إلى جانب إقامة معرض ضم نتاج قسم السينوغرافيا بإشراف أساتذة
القسم وتنفيذ طلاب السنوات الأولى والثانية والثالثة، وأثنت د. لبانة مشوح على أعمال الطلاب والجهود التي تبذل وبينت في تصريحها أن الاحتفال يقام في هذه المناسبة بحلة جديدة في المعهد بعد تأهيل عدد من قاعات التمثيل والتدريب فيه للمرة الأولى، لتكون مناسبة في شكلها وسعتها والإمكانات والتقنيات المتاحة فيها للطلاب والأساتذة لتقديم الأفضل من النتائج.
وأكدت بدورها على أهمية الحركة المسرحية في سورية، وعلى دور المعهد العالي للفنون المسرحية في ضمان استدامتها وتطورها، وأن وزارة الثقافة ستبقى الداعم دائماً لنشر الفكر وثقافة التنوير.
ولأن الكتاب هو الأساس لكل أوجه الثقافة وأشكال الفنون، بين د. نايف الياسين مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب أن الهيئة زودت معرض المعهد بنحو 500 عنوان من إصدارات الهيئة بعضها قديم يعود لعام 2009، وبعضها طبعات حديثة لكتاب سوريين وكتب مترجمة عن فنون المسرح والسينما الكلاسيكية، تعنى بالتاريخ والنقد والتمثيل وتقنيات العمل، هذا إلى جانب كتب فكرية وسينمائية بما يساهم في دعم عملية التأهيل لطلاب المعهد، كل حسب اختصاصه.
وبين أن المعرض سيستمر حتى نهاية شهر آذار الحالي، وهي خطوة اعتادت عليها الهيئة في كل عام، أن تزود مكتبة المعهد بمطبوعات الهيئة وإصداراتها.
وفي يوم المسرح العالمي بين الدكتور تامر العربيد عميد المعهد العالي للفنون المسرحية أهمية دور المعهد في تخريج المبدعين الذين يحققون نقلات نوعية في سوق العمل في الاختصاصات كافة.
وأكد بدوره أن المعهد يعد الركيزة الأساسية للعمل المسرحي الاحترافي، فالطلاب يخضعون خلال سنوات الدراسة للكثير من ورشات العمل والتدريبات العملية والمتابعة والمثابرة مع
الأساتذة المتخصصين ضمن الأقسام الخمسة في المعهد، والذي لا يبخل في تقديم الخبرات للطلاب، والعروض التي ستقدم في الحفل تستحق التقدير.
وفي قاعة سعد الله ونوس التي اكتظت بالحضور من الطلاب والأساتذة والخريجين بدأ الحفل بتقديم كلمة اليوم العالمي للمسرح التي كتبتها لهذا العام سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، وألقتها على خشبة المسرح الفنانات” وفاء موصللي، لينا حوارنة، والفنانة مجد نعيم” ومنها نقتطف:” إنها رسالتنا نحن المسرحيون حملة مشعل التنوير منذ أول ظهور لأول ممثل على أو خشبة مسرح، أن نكون في طليعة المواجهة لكل ما هو قبيح ودميم ولا إنساني، نواجهه بكل ما هو جميل ونقي وإنساني، نحن ولا أحد غيرنا، نمتلك القدرة على بث الحياة، فلنبثها معاً من أجل عالم واحد وإنسانية واحدة”.
وتابع الحفل فعالياته بتقديم فيلم تسجيلي عن ذكريات ومواقف كانت لطلاب المعهد أثناء تأدية بعض العروض التدريبية والمفارقات التي يتعرضون لها، وفي لحظات تجمع بين الجدية والمرح، هذا إلى جانب تقديم عروض فنية لطلبة المعهد في اختصاصاتهم الخمسة، فكان لطلاب السنة الثالثة قسم التمثيل عرض” قتال مسرحي” إشراف علاء زهر الدين وعلي إسماعيل، وأدى طلاب قسم الرقص لوحة بعنوان” هدوء” من تصميم الأستاذ معتز ملاطيه لي لطلبة السنوات الأربعة.
ومن اللوحات التي قدمت بالحفل والتي تخللت تكريم العديد من الخريجين للعام 1988، لوحة” تكرار ولوحة كالينكا” من تصميم رهف الجابر ولوحة” شهقة” من تصميم نورس عثمان، كما تم عرض لوحة بعنوان “موناليزا” من تصميم وجد منصور.
وعبر خريجو قسم الدراسات المسرحية دفعة 1988 عن سعادتهم بالتكريم الذي يمثل لهم دعماً جديداً لمواصلة جهودهم في النهوض بالمسرح، كما تحدثوا عن دور المعهد العالي
للفنون المسرحية في تقديم المزيد من الخبرة سواء على صعيد الدراسة والتخصص، أو فيما يخص المفاهيم والقيم الحياتية التي لا تزال بوصلتهم في علاقاتهم الاجتماعية، ومن هؤلاء المكرمين” سمير المطرود، طلال محسن الحلبي، لبانة شيخ أحمد، ياسر نديم، بسام ناصر، فايزة محمد علي، وناصر ونوس”.
ومن الدفعة نفسها في قسم التمثيل تم تكريم “خالد الطالب، يحيى الكفري، غسان الدبس، غسان عزب” وقد شارك في التكريم عدد من الأساتذة والفنانين خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.
وجدير ذكره أن المشرف على العرض الفني كفاح الخوص، ومساعديه مغيث صقر وفادي حواشي، والإشراف العام لعميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. تامر العربيد.