كم كان لافتاً، ومثيراً للسخرية، ما تفوه به المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل، عندما قال: إن مهمة تحالف بلاده الدولي في سورية والعراق، لم تكتمل بعد، بل وأضاف أنها تتطلب الدعم المتواصل من المجتمع الدولي!.
المسؤول الأميركي يطبق هنا النظرية القائلة: اكذب اكذب حتى تُصَدَق، فعلى من يخاتل باتل؟!، وكلنا يعي تماماً أن هذا التحالف غير الشرعي ما كان في يوم من الأيام على أجنداته، وفي طروحاته الميدانية، حماية السوريين، أو العراقيين، أو تحقيق أبسط شروط الحياة الكريمة لهم!.
هي ثلة من المزاعم الهوليودية ساقها الناطق بلسان الخارجية الأميركية إذن، ولاسيما ما يتعلق منها بأن بلاده عملت كل مافي وسعها لتشجيع عودة المهجرين السوريين عبر تأمين الخدمات الأساسية لهم، والتعليم، ومصادر الرزق، وبأن إدارته ستواصل اتخاذ كل الخطوات اللازمة لإزالة تنظيم داعش الإرهابي من المنطقة.
المؤكد أن الأميركي يحاول عبر كلامه المعد للاستهلاك الإعلامي، والتسويق الخارجي، بما يجتره من أكاذيب أن يستغبي شعوب المنطقة، ليخرج في نهاية المطاف بمظهر بينوكيو المكشوف بحجم نفاقه والذي كلما تجاوزت أكاذيبه حدود العقل والمنطق ازداد طول أنفه.
فعن أي عودة للمهجرين يتحدث الأميركي؟!، وهو الذي حجزهم قسراً في مخيمات أشبه ماتكون معسكرات اعتقال، ومنعهم من العودة إلى وطنهم الأم سورية، وعن أي خدمات ومصادر للرزق يدعي أنه يوفرها لهم، وهو الذي تعمد استهداف البنى التحتية السورية، ونهب الخيرات، والمحاصيل الزراعية، وشرعن قيصره اللا إنساني ليحاصر السوريين في لقمة عيشهم ودوائهم، وحليب أطفالهم..
ولعل أكثر ما يضحك هنا هو حديث باتل عن جهود أمريكية لاجتثاث داعش من المنطقة، متعامياً عن الحقيقة التي وثقتها السجلات والمؤلفات الأمريكية نفسها، قبل الغربية، والعربية، بأن داعش ما هو إلا صنيعة أمريكية بحتة، وبأن من يمولها، ويدرب متزعميها، ويملي عليهم مهماتهم الإرهابية، وزمان ومكان تمددهم، وانسحابهم التكتيكي، هو الإدارة الأمريكية، وبأن من ينقلهم بمروحياته العسكرية من قاعدة لقاعدة، ويستثمر بهم إجرامياً بين الدول هي أمريكا، ومن يعالجهم، ويؤمن الغطاء الجوي لهم هي أمريكا أيضاً.
لا يعنينا ما قاله باتل، فدائماً وأبداً الأثر يدل على المسير.