شنت دول كثيرة هجماتها الإعلامية ضد سورية في بداية أزمتها على أنها تصادر حرية الشعب في إبداء الرأي، واعتبرت الحفاظ على وحدة الشعب السوري، وضبط الأمن في سورية عنفاً.
هاهو الشغب تحت عنوان حرية الرأي ينتقل بأزمته إلى معظم دول العالم حيث لا تخلو ساحة من المظاهرات المنددة بعدم الرضا عن تغيير قانون، كالذي يحاول نتنياهو فعله في تغيير بعض القوانين القضائية، تحت عنوان الإصلاحات ليحمي نفسه وأسرته من قضايا الفساد التي تطاله، ما جعل احتداد الأزمة المتصاعدة في الكنيست تنتقل إلى وسائل الإعلام بمختلف أروقتها واتهام بعضها المتبادل بتنفيذ أجندات خارجية، وبداية التصدع بين يمين متطرف والمطالبة بمحاسبة نتنياهو في قضايا الفساد المتورط بها، الأمر الذي أفضى إلى الشلل في بعض المؤسسات، و اندلاع التظاهرات في معظم المدن الرئيسية داخل الكيان المحتل، وانضمام بعض العسكريين بلباس مدني للمتظاهرين، ورجال أمن سابقين.
ذات الأمر نراه داخل الكونغرس الأميركي حيث الأزمة تتصاعد بعد إعلان أميركا عدم انسحابها من شمال شرق سورية، رغم رفض ثلث الكونغرس، ومطالبته بسحب القوات الأميركية من شمال شرق سورية، خاصة بعد استهداف قواعدها، والخسائر التي منيت بها، وانعكاس نتائج حروبها الفاشلة عالمياً، على إحجام الشباب الأميركي من الدخول في صفوف الجيش الأميركي.
وذات الحال بين من يحرض في بريطانيا على مد أوكرانيا بقذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب المحرمة دولياً، وبين من يطالب بعدم الانزلاق والتورط في حرب لا تهم الشعب البريطاني.
في جميع الأحوال لابد أن يفكر الأميركي ملياً إن كان سيمنح الفرصة للنجارين السوريين إنتاج المزيد من التوابيت لنقل قتلاه إلى أميركا، أو أن يعودوا على مقاعد الطائرات، لأن الأرض السورية لن تمنح غزاتها فرصة الخيار لوقت طويل.
أما في الداخل الفلسطيني فلن ينفع المتطرفين مداهمة المظاهرات ودهس من تناله عجلات سياراتهم، كالذي حدث في شارع أيالون في تل أبيب، منع رفضهم حكومة نتنياهو المفروضة، والتي أشعلت الهجرة العكسية خارج الأرض المحتلة، ما يهدد الكيان بالانزلاق نحو الهاوية، الأمر الذي جعل المتطرفين يطالبون بالعودة إلى غزة والمطالبة ببناء مستوطنات جديدة. الأمر الذي يعود على الكيان بالتفكك خلال سنوات قال عنها سياسيوهم، هل ستحتفل دولة الكيان بعامها الثمانين، في إشارة إلى اقتراب نهايتها.
أما تورط بعض الدول الأوروبية وأميركا في إمداد أوكرانيا وتحريضها على الاستمرار في الحرب، فإن الأزمات الاقتصادية التي وقعت عليها بدأت آثارها تنذر بالتذمر الشعبي وخروجه إلى الشارع.
كل ما صنعوه من إرهاب طال الوطن العربي، وما زرعوه من فتن لتمزيق الشعب العربي، وما أشعلوه من حروب في أماكن مختلفة، هاهو ينعكس عليهم بأزمات مقلقة، الاضطرابات التي تشل حركة النقل في ألمانيا ودخولها ومعظم الدول الأوربية في بوابة الغلاء المتصاعد، المؤدي لانهيار اقتصادي مرتقب، وتظاهرات يغطيها عنوان الحريات، ليذوقوا بعضاً مما حل في أقطار عربية، وخاصة سورية التي ما زالت تعاني نتائج حصارهم وتحريك خلاياهم النائمة بين الفينة والأخرى. والأيام تتداول…