بأشكال وأوجه عمل مختلفة نحو أهداف محددة ركيزتها الأساسية تقديم المساعدات، ومد يد العون إلى الشرائح المجتمعية الأكثر احتياجاً أثبتت الجمعيات الأهلية دورها الفاعل والمهم في مجالات العمل الإنساني والخيري، لاسيما في الظروف الصعبة من سنوات الأزمة على سورية، وفي مواجهة آثار تداعيات الزلزال ومساعدة المناطق المنكوبة وفق الإمكانيات المتاحة.
وفي شهر رمضان المبارك وهو شهر الخير والبر والعطاء، حيث المنافسة أكبر في تقديم العون لكثير من الأسر المحتاجة، والأشخاص من ذوي الإعاقة وغيرهم من باقي الفئات التي تتطلب ظروفها المعيشية الصعبة المساعدة من الميسورين مادياً، ومن أهل الخير الذين يجزلون في المعروف والعطاء، ويشاركون في المسؤولية المجتمعية على حد سواء.
ولطالما أخذ الحديث حول الجمعيات الأهلية الكثير من النقاش، حول ضرورة تنظيم عملها، خاصة بعد إشهار العديد من الجمعيات التي تخصصت في محاور عمل متنوعة منها للفقراء ولرعاية الأيتام وذوي الإعاقة وللمسنين وغيرها من الجمعيات، التي كانت بأمس الحاجة لتوضيح الهدف من إشهارها والعمل وفق خطط منظمة تحقق الغاية المهمة من عملها ومساعداتها الإنسانية والعينية والمادية.
إذ كانت خطوة ملفتة جاءت تزامناً مع حلول شهر رمضان هذا العام، وعبرها أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المنصة الوطنية للمنظمات غير الحكومية تحت اسم تشارُك، لتكون أحد أهم أدواتها الرئيسية المهمة لتنظيم الجهود المجتمعية الأهلية والمحلية برعاية كريمة من السيدة أسماء الأسد.
وتعلق أهمية كبيرة على عمل هذه المنصة التي ستساهم بزيادة التنسيق بين المنظمات غير الحكومية والجهات المعنية بما يعكس الكثير من النتائج العملية والآثار الإيجابية على تلبية الاحتياجات اللازمة لأكبر شريحة ممكنة محتاجة من شرائح المجتمع كما توفر كل المعلومات التي يحتاجها أي متبرع لدعم هذه المنظمات، بتقديم الخدمات للمجتمع، سواء لقطاع معين أو لمبادرة وطنية أو مشروع محدد.
وبهذه المنصة ستتوضح قيمة وجدوى العمل التشاركي عموماً، حيث يتبلور دور هذه المنظمات ليكون حضورها أقوى، وتثبت وبجدارة أنها على قدر المسؤولية والواجب الإنساني، وشريكاً مهماً مع جهات رسمية ومعنية بجوانب العمل المجتمعي والخيري، بما يحقق الفائدة الأكبر ووصول المساعدة اللازمة لمستحقيها من الشرائح المجتمعية.