الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن ..مقولة قد لا تكون صحيحة تماماً، ولكنها تحمل الكثير من الدلالات فالمال يحكي كما يقولون.. ومازالت في الذاكرة مقولة أحد الأشخاص الذين ذاقوا الفقر، وكان كما يقول يشعر أن الجميع يتحاشاه لكن دولاب الزمن الدوار أو الحظ السعيد ابتسم له ونال ما نال من ثروة فإذا بالأمور تتغير كما قال الجميع يرحب حتى لو لم يلق السلام..
وقس على ذلك الكثير من الحكايا.
في الحرب العدوانية على سورية طفت على السطح بثور كثيرة وصال البعض وجمعوا ثروات من المال السحت وعلى المقلب الآخر أصابت الفاقة والعوز الكثير من السوريين على الرغم من كل ما يقال عن تعاضد اجتماعي وتكافل.
لن نذهب في البحث بالأسباب فهي معروفة تماماً، ولكن وبغض النظر عن المقارنة لفتني تصريح يقول:
(صرحت نائبة رئيس الوزراء الروسي تاتيانا غوليكوفا، بأن أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص في روسيا خرجوا من دائرة الفقر منذ العام 2017 بفضل إجراءات الدعم الحكومية).
الدعم الحكومي أخرج هؤلاء من دائرة الفقر هناك فماذا عنه عندنا..لن أسهب في الحديث لكن ببساطة الدعم الحكومي أو بالأصح البطاقة الذكية تجعلني يومي الخميس والجمعة من دون خبز ..أقسم لكم أني منذ فترة تمنيت أن أجد لو كسرة خبز ..لكن.
ألم يفكر من اخترع هذا الحرمان أننا في مجتمع مازال وسيبقى كريماً..هل أقول مثلاً لحفيدي: لا تؤاخذني لن أقدم لك لفافة خبز بزيت لأني سأجوع ؟.
هل يعقل ذلك وأمام المخابز الآلية وعلى الطرقات آلاف ربطات الخبز ..كيف وصلت ومن أين..عباقرة ضبط الهدر يعرفون ويغضون النظر..
لو كان الأمر شحاً على الجميع لسكتنا ..ولكن ..
نتوق أن نعلن أيضاً نحن أننا بفضل توجيه الدعم الحكومي الفعلي، وليس بعقلية التاجر قد أخرجنا الكثيرين من قائمة الفقر والحاجة، وهذا لا نظنه بعيداً.