بمشهدية هزلية وبأداء بهلواني على منصة الدجل وبخطاب يغلفه الخداع، عقد بايدن قمة افتراضية دعا لها 120 دولة لتعويم ديمقراطية مسمومة تصدرها أميركا للعالم لتوسيع دائرة الغزو الممنهج للدول وتكريس الفوضى الهدامة.
الدول المدعوة إلى كرنفال ديمقراطية الخراب الأميركية تم فرزها على مقياس التبعية والتماهي مع مشاريع تمدد نفوذها الاستعماري، ووفق ما ترتضيه الميول الإقصائية لدول أخرى تغرد خارج سرب هيمنتها، وذلك للمشاركة في ندوة تستعرض واشنطن خلالها النموذج الديمقراطي الاميركي الغارز في التمييز والعنصرية والإرهاب.
ليس فقط الدعوة لقمة ديمقراطية افتراضية تحاضر فيها أميركا، التي تقطر أنياب وحشيتها دماً وإرهاباً، بحقوق إنسان تنتهكها على اتساع الخريطة الدولية وتفرد عبرها مساحات للرياء والدجل فقط ما يثير الاشمئزاز والسخرية، بل إلى أي منحدر لا أخلاقي انزلقت إدارتها لتجمل قباحة سلوكياتها العدوانية بمساحيق الحريات والديمقراطية !!
بايدن أصاب الحقيقة عندما تحدث أنّ “هناك مؤشّرات حقيقية على أنّ العالم يتّجه نحو مزيد من الديمقراطية” أجل فالكثير من دول العالم بدات تنفض عن كاهل أمنها واستقرارها غبار ديمقراطية أميركا المسمومة وتتحرر من قيود سطوة التخريب وتعمل على تعديل اعوجاج الميزان العالمي، وترسم أفاقاً للتعاون على أساس احترام سيادة الدول وسلام شعوبها.
اللافت أكثر أن بايدن تعهد بتقديم 690 مليون دولار “لتعزيز برامج الديمقراطية في أنحاء العالم”، وطبعاً ذلك أكثر من ضروري لاستمرار لعبة الشر الأميركي بتشويه الحقائق وتعويم الأكاذيب، فترسانات الدعاية المغرضة وماكينات تزييف المعطيات تحتاج أموالاً طائلة لتنفيذ مهمات التعمية المبرمجة وحرف الأنظار عن خبايا الشرور الأميركية.
فالتوظيف السياسي للديمقراطية وتفصيل معاييرها على القالب الأميركي وتقييم الدول ديمقراطياً ودمغ سلوكها بختم الرضا الأميركي وفرزها على أساس التبعية والارتهان ودس سموم الحريات في طبخة الأطماع، كل هذا تمارس أميركا الفجور فيه على الملأ الدولي.
أتخم العالم من فائض عربدة أميركا التي تغرز أظفار وحشيتها في جسد الشرعية الدولية وتقتلع عيون الحقيقة وتعوم الأباطيل وتمارس النهب واللصوصية وغزو الدول واستباحة حقوقها وسلام شعوبها مرتدية قفازات الديمقراطية.