علاء الدين محمد:
مقاربة بين الفكر والدراما أخذتنا إليها الكاتبة ميادة سليمان، لتحثنا على رؤية درامية مختلفة، تزاوج بين الفكر والفن.
تبدأ حديثها ما أن يأتي شهر رمضان حتى تبدأ المنافسة بين شركات الإنتاج، والمحطّات في جذب المشاهد إليها، بغية نيل أكبر نِسَب مشاهدة، وتتنوّع هذه الأعمال الفنّيّة ما بين التّاريخيّ، الدّراميّ، الكوميديّ، وبرامج الطّبخ الّتي تستهوي الكثيرين، وبرامج المسابقات….، وكأنَّ ذلك بات شرطاً من شروط نجاح هذه البرامج، والّتي تتخلّلها الأغاني، والتّصفيق إن أجاب الفائز عن جوابٍ سهلٍ بغيةَ أن يربّحه القائمون على البرنامج، أمّا الجواب الحاسم على سؤالك نأخذه من التّسمية الشّائعة: (السّباق الرّمضانيّ)، وكأنّ هذا الشّهر هو الشّهر الوحيد، والأنسب لعرض أيّ مسلسل!
وكأنّ المسلسل الّذي يعرض فيه، قد نال امتيازاً عن غيره، في حين أنّ مسلسلاً قد يكون أفضل، لكنّه لم يتح له العرض في الشّهر الفضيل، يُعتقد أنّه أقلّ قيمةً.
وتتابع سليمان أتساءل: لمَ لا يكون هناك شهر آخر تتنافس فيه الأعمال، كأن يسمّى (شهر الدّراما) مثلاً، وبذلك يخفّ عبء عرض المسلسلات والسّباق المحموم لمن يحظى مسلسله بالمشاهدة في رمضان؟
وحول سؤال كيف يمكن أن نوازن بين الفكر والدراما تقول الكاتبة:
الدّراما بالأساس هي فِكر يُرسّخ على شكل عمل مرئيّ، لزيادة إقناع المشاهد، واستمتاعه، والدّليل هو تحويل بعض الرّوايات الجميلة إلى أعمال تلفزيونيّة لاقت نجاحاً كروايات حنّا مينا مثلاً.
أمّا المسلسلات الّتي اعتمدت على (فكرة ضعيفة)، أو مشاهد مسروقة من هنا وهناك، وهدفها الحصول على المال فقط، وهذا لا يخفى على أحد، فهي الّتي حكمت على نفسها بالسّقوط في درك اللاقيمة، وبالتّالي عدم البقاء، أو الاستمراريّة في ذاكرة المشاهد.
وتأكيداً لكلامي هناك مسلسلات تابعناها لا يمكن نسيانها، لأنّ فكرتها، أو مضمونها قيّم، بالإضافة إلى أنّه توفّرت لهذه المسلسلات إمكانيّات: إنتاجيّة وإخراجيّة وتمثيليّة جيّدة، فجاءت النّتيجة عملاً متكاملاً جميلاً راسخاً في ذاكرة المشاهد.
في بعد آخر وحول سؤال بتغير وجهة المتلقي الثقافية، بدلاً من أن يكون الفكر والثقافة هما الوجبة الفكرية الرئيسية أصبحت الدراما، تؤكد الكاتبة:
هذا الأمر يقرّره المتلقّي، اسألني أنا ككاتبة مهتمّة بإبداع أجناس أدبيّة مختلفة، إن كنت سأعتمد على الدّراما لتثقيفي، أم على قراءات عديدة لنتاجات أصدقاء مبدعين؟
سأجيبك بأنّ خياري هو الثّاني، وأنّ السّباق الرّمضانيّ في ضخّ مسلسلات عديدة لا يعنيني، بل يعنيني أكثر سباقي مع الوقت لأحقّق أهدافاً أضعها بداية كلّ عام جديد، وأحقّق معظمها.
المشاهد هو الحكَم أوّلاً وأخيراً، بإمكانه أن يكون متابعاً لكلّ ما يراه من دون تمحيص، وخيار نقديّ بنّاء، وبإمكانه الانتقاء ولو كان صعباً في زمن النمطية، والانحدار نحو صناعة أعمال لامعة بمضمون باهت، وأسماء رنّانة، ووجوه مزيّفة….