ست سنوات ونصف السنة مضت على تحرير حلب، ومازالت العديد من المواقع العامة تنتظر دورها في إعادة تأهيلها والعودة إلى الإنتاج، ونحن هنا لسنا بصدد تعدادها، بل سنقف عند سوق المهن اليدوية “خان الشونة” قبالة قلعة حلب، هذا السوق الذي كان يضم عشرات المحال التي كان يمارس أصحابها المهن التراثية والحرف اليدوية، ولاسيما النول اليدوي، وصناعة الفراء والخرج العربي والطرق على النحاس ورتي السجاد وأعمال الخيزران والخط العربي وغيرها العديد من المهن التي تعبر عن تراث وحضارة حلب.
كل السياح والوفود التي تأتي إلى حلب تكون المدينة القديمة هي مقصدها الأول، وليس الأحياء الحديثة ذوات الخمس نجوم، والتي أصبحت هي الحاضنة لعرض هذه المهن، ومانخشاه أن يتم نسيان هذا الخان، وبالتالي نصل إلى يوم تنقرض فيه هذه المهن.
نداءات عديدة من أصحاب المهن اليدوية والتراثية تطالب بضرورة إعادة تأهيل هذه الخان وتوظيفه مجدداً مع إضافة مطلب آخر وهو إحداث معهد شعبي لتعليم هذه المهن خشية انقراضها، فهل تتحرك همة المعنيين في وزارتي السياحة والثقافة ومحافظة حلب إلى تصويب البوصلة إلى هذا الخان للبدء بإعادة تأهيله، هذا مانأمله انطلاقاً من واجبنا الوطني في رسالتنا الإعلامية، فهل يتحقق المأمول أم سننتظر سنوات أخرى؟.