رفاه الدروبي:
العراضة الشامية موروث شعبي يؤدِّيها كوكبة من الرجال في المناسبات الوطنية والمحلية والاجتماعية، كانت تقتصر على لعبة السيف والترس وركوب الجمال والخيول المزيّنة في الساحات والشوارع عبر الأزمنة الغابرة وتؤدِّي عروضاً تنافسيَّة جميلة.
مدير إحدى الفرق ويدعى حاتم سعيد الدكاك «أبو سعيد» لفت بأنَّ جذوره تنتمي إلى حي الميدان لكنَّ نشأته وتربيته كانت في حي باب السريجة، شرب من عاداته وتقاليده منذ الطفولة وعندما شبَّ عشق التراث فطرق بابه باختياره للعراضة فأتقنها لأنَّها موروث يلفت الأنظار ويتغلغل بين فئات المجتمع، مُبيِّناً أنَّها كانت قديماً تُردَّد بشكل فطري باعتبارها هتافات ارتجالية تتضمن كلمات وتراكيب حسب المناسبة، تمَّ استقاؤها من الموروث الشعبي بالاعتماد على السيف والترس حيث يقف رجلان مقابل بعضهما البعض أو أربعة رجال يُؤدُّون حركات بملاعبة السيف يوجهونه نحو الخصم ويدافع حامل الترس عن نفسه بردِّ الضربة ومع مرور الوقت أدخل الدفَّ والمزهر والطبلة إضافة إلى المزمار.
الدكاك أشار: بأنَّ فرقته تتألف من إحدى عشر شخصاً يرتدون ملابس عربية تراثية مؤلفة من الشروال والجاكيت ويطلق عليه «ساكو» والصدرية المطرّزة والكسرية والطاقية والمحطة، بينما ابتكرت الفرقة لباساً تراثياً آخر غير التقليدي بهدف التنوّع به خلال المناسبات، مُنوِّهاً أنَّه يمكن دمج الفرقة مع فرقة أخرى أحياناً حيث تُقدّم هتافات وجدانية تراثية جميلة تحثُّ على التعاضد والتآلف بين الأحياء.