رنا بدري سلوم:
ما يبوح به اللون، قد تعجز الكلمات عن وصفه أمام ذائقة بصرية تشدّنا إلى الصمت والذهول بل والدهشة أيضاً، هنا يكمن الإبداع الحقيقي، حين يكون ملاصقاً لجوهر المضمون لا شكله.
الفنان التشكيلي عبد اللطيف حلاق يمتلك أدواته جيداً فيبهرنا برسم وعيه الخاص تجاه التشكيل واللغة البصرية، مدركاً أن الفنان هو نتاج لعناصر لابدّ منها، بدءاً من الأخلاق والثقافة التي تولد الفكر وصولاً إلى تقنية الفن التي وجب لها أن تكون متفرّدة، لا علاقة لها بالتقليد الأعمى ولا بالنسخ وإلا كيف سننتج فنّاً خلاقاً مبدعاً، بحسب ما بينه عبد اللطيف حلاق في تصريحه لصحيفة الثورة عن تجربته التشكيلية، متسائلاً «ما الفائدة من موسيقي لا يخلق ألحاناً تؤثر وتتأثر بالوسط المحيط به، ما الفائدة من رسام ينقل وينسخ أدق التفاصيل، ببساطة الكاميرا باتت تقوم بأفضل مما يقوم به»، ومن هنا كان لابدّ للفنان أن يحمل رسالة حسب ما تقتضيه الحاجة الاجتماعية لأنه ابن بيئته، فالعمل في بعضه يختزل قاعدة الفن للفن وفي جلّه أو كله عليه أن يعمل على قاعدة الفن للمجتمع، موضحاً أن لكل فنان تجلّت به العناصر الأساسية السابقة رسالة وبصمة خاصة به، فيخرج الفنان من طور الحرفة والتقنية إلى طور القداسة والحضارة ولا يتحقق ذلك إلا من خلال نتاج فن حقيقي واعي وناضج .
والمطلع على أعماله يلمس ألوان العشق السماوي الصوفي والزهد والدراويش، أما عن «المرأة والمجتمع والأرض» يؤكد أن كلّ المخلوقات تزدهي وترتقي بالحب وهذا ما يصبو إليه، خاتماً بالقول: لابد أن نخلق في كل بيت فنان يؤمن أن السبيل الوحيد للخلاص والحضارة هو بالفن المرتبط بالفكر والأخلاق والثقافة .