سلوى إسماعيل الديب
لا يختلف رمضان هذا العام عن الأعوام السابقة من حيث كثافة عرض المسلسلات، ولكن اختلفت هذا العام بأن أغلبها مغمسة بالدم ويسيطر عليها مشاهد القتل، فحاولنا معرفة رؤية الفنانين والأدباء بما قُدّم هذا العام من دراما:
توظيف العنف في الدراما
يقف الأديب غسان لافي طعمة متسائلاً: لماذا هذا الاتجاه بتوظيف العنف والدم؟ نلاحظ تكريس هذه المشاهد بكثرة في المسلسلات السورية الرمضانية لهذا العام، التي ضجر منها المشاهد في واقعه، ليعاد عرضها على الشاشات.
وأضاف: لماذا مازالت الأعمال السورية تغترف من زمن الاحتلال العثماني وعهد الباشوات، وتمنى أن نعود للحكاية الاجتماعية المأخوذة من الواقع، مثل مسلسل النار بالنار للمخرج محمد عبد العزيز.
تشويق
أما الأديبة الإعلامية ربا العلي، فقالت: تميزت الدراما لهذا العام بأدائها التصويري المدهش، والمختلف الذي يحمل الكثير من التشويق مثل عاصي الزند فهو مسلسل جميل، ولا شك أن الممثل المبدع تيم حسن، أكد بدور عاصي على الهوية الأصيلة للسوري الرافض للخنوع والذي يتحدى الظلم ويواجه بشراسة من أجل كرامته بشجاعة منقطعة النظير.
لكن عرض مشاهد العنف والقتل، حيث السهرات هي الوقت الوحيد الذي تجتمع فيه أفراد الأسرة خلال شهر رمضان، مما يؤدي لمشاهدة الأطفال هذه الأعمال وينتج عنه شقان: الأول على الطفل أن يتعرف على تاريخه، وكم تجرعت هذه البلاد من ويلات الظلم والحروب، والإضاءة على الأبطال مثل عاصي الزند الذين قاوموا لاسترداد حقوقهم.
كلمات نابية تحرج الأهل
وأضافت ربا: أما الشق الثاني فهو تكريس تلك المشاهد لدى الطفل مفهوم الساطور بإضافة لبعض الكلمات التي لست مع استعمالها، فربما كان الإيماء لها أفضل من التصريح بها الأمر الذي يحرج الأهل في شرحها، وهذا ما يسمى في اللغة العربية بالتعريض، وكذلك استبدال حرف الألف بالقاف مثل (قتوسة) فهذه سخرية من لهجة بعض المناطق، وبما أن المسلسل يتحدث عن قرى العاصي الحمصية ولنفرض أيضا الحموية معها.
وأنا لا أتخيل وجود الاحتلال العثماني دون مقاومة شعبية، ولكنها لم تظهر في أعمالنا الدرامية من قبل بهذه الجرأة التي رأيناها هذا العام.
مبالغة
وأشارت للتوازن في أعمالنا بالنسبة للخيانة التي لم تنسب لجنس بعينه والتي شاهدناها في شخصية (إبراهيم ورغد) فابنة أبو صالح هي من دلت على أخت عاصي حتى قتلت، (ونجاة وحسيسون) مثلا ..
ونوهت ربا لبعض الملاحظات: فمشاهد التجمعات في ساحة القرية كان مبالغاً بها حيث لا يجتمع أكثر من اثنين أو ثلاثة على الأكثر في ساحة القرية إن لم يكن هناك سبب للتجمع، ونورس باشا حين سر لصالح عن علاقته بأخته كان من جهة أذنه المقطوعة والمغطاة.
مقترحات
لتطوير الدراما نحن كأشخاص عاديين غير قادرين على إعطاء رؤية لتطويرها، فهناك أشخاص مختصون ومتابعون لهذه الأنواع من الأعمال، ويحتاج التطوير إلى معدات هائلة، وفي النهاية لابد من الإشادة بمسلسل عاصي الزند، وكل طاقم عمله ونتمنى لهم التوفيق فهم يستحقون الثناء.
الأجزاء تؤثر على جودة العمل
وأخيراً مسلسل مقابلة مع السيد أدم عمل جميل للغاية بحضور عملاق الدراما الفنان غسان مسعود لكن الحلقة الأخيرة من الجزء الأول لم تكن لائقة بعقل المشاهد ولاسيما أن الأحداث فيها ضُغطت بشكل كبير وبقيت النهايات مفتوحة وحين نقرأ رواية نجدُ السعي لبلوغ النهاية لمعرفة الحدث الأكبر، وقد سمعنا تصريحات كثيرة بأنه لا يوجد جزء ثان تباعد الأجزاء وتغيير الشخصيات بين الجزء الأول والثاني يؤثر على العمل حيث إن المشاهد بحاجة إلى وقت لاستذكار الأحداث، وبما أن التعاطف مع شخصيات الجزء الأول كان جلياً، لذلك يحتاج لوقت ليتعاطف مع الشخصيات الجديدة رغم براعة الفنانة القديرة فاديا خطاب إلا أن المشاهد احتاج وقتاً ليتعاطف معها كسابقتها الفنانة القديرة ضحى الدبس بالنهاية مسلسل جميل جداً وفيه كادر مميز جداً.
