الثورة – درعا – جهاد الزعبي
بالرغم من هموم الحياة ومصاعبها التي نعانيها، يبقى للعيد طقوسه الخاصة وتقاليده التي تبقى متأصلة مع مرور الزمن.
ومن خلال هذه المادة سنتناول بعض الآراء العفوية عن عادات العيد وطقوسه في محافظة درعا .
المواطن فايز المحمد قال : تغيرت عادات العيد وتقاليده بعض الشيء في حوران ، لكن هناك الكثير من العادات المتوارثة عن الأجداد والتي مازالت حتى يومنا هذا ، ففي صبيحة اليوم الأول من العيد يذهب الرجال والشباب وحتى الأطفال إلى المسجد لأداء صلاة العيد وبعدها يتوجهون إلى المقابر لزيارة موتاهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم ، ثم يذهبون إلى معايدة الأقارب «المنقوصين» الذين توفي شخص في رمضان، وبعد ذلك يقوم أحد أفراد العائلة بتهجيز وجبة إفطار لجميع أقاربه وغالبا ما تكون من (الفطاير) الكبيرة المصنوعة من الكشك واللحمة والسبانخ ومغطسة بالسمن العربي وزيت الزيتون، ثم يتفرغون لزيارة “العنايا” من بنات وأخوات وعمات وخالات لتقديم الواجب تجاههن ، والعودة إلى منازلهم لاستقبال المهنئين وتقديم القهوة المرة والحلويات لهم والتي كانت تصنع في البيوت مثل خبز القالب والمسافن واللزاقيات والرز بالحليب.
مضيفاً بأن الصبية كانوا يقومون بجولة في حارات البلدة حاملين معهم أجراساً خاصة يقرعونها وينشدون أغاني العيد وأخذ العيدية والحلويات.
وبدوره يقول محمد عواد أن طقوس العيد سابقاً كانت بسيطة فيها الصدق والمحبة ، وكنا نقدم القهوة المرة ومازلنا نقدمها اليوم ، ولكن سابقاً كانت المودة موجودة ومتبادلة بين الناس فأغلبهم فلاحون ومزارعون يعتمدون في معيشتهم وحياتهم على ما تنتجه الأرض من خيرات، أما اليوم فمعظم الناس موظفون وعمال وأصحاب مهن يعتمدون على موارد أخرى غير الأرض لتحسين أوضاعهم المعيشية، فالعيد هو العيد لم يتغير والتقاليد الموجودة سابقاً لاتزال موجودة لكن الذي تغير هو الناس بسبب صعوبة الحياة وتعقيداتها.
أما الحاجة مريم العقلة فقالت: إن عيد الفطر يذكرها بالعادات والتقاليد الأصيلة، فالعيد كان مناسبة لحل جميع المشكلات والخلافات وعودة الدفء للعلاقات الاجتماعية بين الجميع وكنا نحتفل بالعيد قبل حلوله بعدة أيام وتحضير مستلزماته البسيطة من العجين وإعداده لتجهيز الخبز صباح أيام العيد في الأفران القديمة التي كانت متوفرة في بعض بيوت القرية ويوضع على خبز العيد الزيت البلدي والسكر ويسمى «المردد» بالإضافة لأنواع أخرى من الحلويات الخاصة بالعيد مثل اللزاقيات والمسافن والراحة نتبادلها مع الأقارب والجيران.
ويرى مراد بدر أن العيد مناسبة لتصفى فيها القلوب والنفوس من الضغائن والأحقاد ، ومراجعة حساباتنا وأنفسنا ، وفرصة لنتذكر الفقراء والمحتاجين ليشعروا أن لا أحد يقصر بواجباته تجاه الآخرين ، ونتمنى أن تكون كل أيامنا أعياداً بمحبة.