ثورة أون لاين – خالد الأشهب
منذ تشكيل تنظيم القاعدة التكفيري الإرهابي بزعامة السعودي أسامة بن لادن نهاية السبعينيات من القرن الماضي , وصولا إلى تنفيذ عملية المنفذ الحدودي « ربيعة « الإرهابية على الحدود اليمنية السعودية قبل أيام , ومروراً بتفجيرات الحادي عشر من أيلول في أميركا إلى تفجيرات مترو لندن , إلى تشكيلات داعش والنصرة وجبهة الإسلام وغيرها في سورية والعراق وليبيا ومصر وتونس .. كان العنصر البشري السعودي المؤسس أو المخطط أو المنفذ أو المغذي والممول لكل التنظيمات التكفيرية الإرهابية موجوداً وحاضراً وبنسبة عالية على الدوام .. رغم كل ادعاءات وبكائيات آل سعود ومن لف لفهم من أنهم ضحايا للإرهاب وليسوا منتجين له , يفسر هذا أمران اثنان :
الأول : أن المجتمع السعودي عامة , بما هو عليه من ثقافات وعادات وتقاليد وأعراف وإعلام وسياسة , يشكل حاضنة طبيعية للفكر الأساسي المولد لرفض الآخر وتكفيره ومحاولة الاعتداء عليه بعد أن بات هذا الآخر مقياساً .. ليس لجودة وحضارة حالته فقط , بل ولتخلف وهمجية الحالة السعودية .
الثاني : أن السياسات الرسمية السعودية المحلية والخارجية على السواء , ونتيجة خوائها الذاتي الطبيعي أيضاً , وعجزها عن تثبيت حكم آل سعود بوسائل وأدوات حضارية , استفادت من هذه البيئة الحاضنة واستثمرتها في صناعة الأرجل الخشبية لحكم هذا الآل .. رغم كذبها ونفاقها المستمرين في الحديث عن الاعتدال واعتماد الحوار … إذ إن الوقائع الجارية دليل قاطع .
ولأن مثل هذه الحالة السعودية الراهنة وبكل تفرعاتها الاجتماعية والثقافية والسياسية هي حالة فكرية وذهنية أولاً , فإن من المستحيل الاستمرار في ضبطها وتسييرها في مسارات محددة دائما ودون أخطاء أو استطالات ناتئة , ما يعني بالضرورة الوصول إلى لحظة تتمرد فيها الحالة على من يضبطها ويسيرها , فتنفتح على احتمالات غير محسوبة ولا يمكن التكهن باتجاهاتها .
إحدى هذه الاحتمالات اليوم أن ينقض الوحش على الطوق , فيخرج « فرانكشتاين « من قمقمه ليعاقب من صنعه أو ليحل محله , فقد تمادى آل سعود في الإضرار بأهل نجد والحجاز وبمن جاورهم من شعوب الشام والعراق وبات حاسماً استئصال أصل السرطان وخلاياه الأولى !!