في دورينا الممتاز لكرة القدم حالة فريدة وغريبة وعجيبة !!
الفرق التي بدأت المشوار وكان عددها (١٢) فريقاً تقلصت ليكمل المشوار (١١) فريقاً وكلهم غاضبون ومستاؤون .
من يتصدر يتذمر ومن يليه بالوصافة يبدي الشعور نفسه، والأقل على جدول الترتيب حالته مشابهة لحالة من سبقه ومن هم في أمان غاضبون ومن يتهدده الخطر ومرشح للهبوط للدرجة الأدنى حالته استياء، وفريق الجزيرة كما نعلم الذي عوقب وأصبح أول الهابطين شعوره واضح وهو أيضاً مستاء.
أليس في ذلك غرابة أن يكون المشاركون وجماهيرهم وكوادرهم ومن يعنى بهم في حالة مشتركة من الاستياء والعتب والغضب في آن واحد؟! رغم أن الجدول الترتيبي يميز الأفضل ثم الأقل حتى المركز الأخير استناداً إلى النتائج، فلماذا كل فرق الدوري مستاءة !؟
لأن الدوري لم يكن منتظماً على الإطلاق وتأجل عدة مرات بأسباب ومن دون أسباب وبضرورة وبلا ضرورة، والسبب الثاني أن العقوبات التي طالت كل فرق الدوري تقريباً وبنسب مختلفة يعتبرونها مجحفة وظالمة وغير مستحقة والتحكيم له القسط الأكبر من الغضب وعدم الرضى عن سويته، وتعتبر أندية الممتاز أن كل المشاكل التي ترافق مباريات الدوري أسبوعياً سببها الحكام وأن العقوبات التي تطولهم هي بسبب الحكام، وللحقيقة فإن الحكام الجيدين والذين أظهروا جودتهم في الدوري أقل من عدد أصابع اليد الواحدة، أما الباقون فمنهم من يتعلم ومنهم من يتدرب ومنهم من لا يثق بنفسه ومنهم لا يستطيع إدارة المباريات، وهكذا لكل طاقم يوضع أسبوعياً علة من العلل ويرتكب أخطاء لايجوز أن ترتكب إن كانت مقصودة أو غير مقصودة، حتى أن الناس أصبحت لا تعير للأخطاء الفنية ذات الطابع الإنساني أي اعتبار، بل الشكوك تلاحق حكام المباريات في كل صافرة خاصة ويعتبرونها صافرة مقصودة تستهدفهم بالذات.
من يتابع تصريحات المسؤولين عن كرة القدم في أنديتنا يسمع العجب العجاب، ومن يتابع ردود أفعال اتحادنا يتعجب أكثر!! إذ لا شيء منطقي في الدوري ولا في التعامل، ولا شيء منطقي من قبل لجنة الحكام في تعيين قضاة المباريات في الأسابيع المحددة للعب..
إذاً حالة من الفوضى تشمل دورينا وحالة من عدم الرضى يعبر عنها كل المشاركين وزاد الطين بلة إقامة المباريات بلا جمهور ما أفقدها روح الحياة ونبض قلوبها، وبالتالي تمر المباريات وكأنها حصص تدريبية لا أكثر ولا أقل وإذا أضفنا لذلك حالة تغيير المدربين المتكررة، والتي أصبحت سمة تخص دورينا لأدركنا أن الدوري في بلادنا بعيد عن أهدافه وعن المرجو منه، فهو لا يصنع لاعباً ولا يقدم مستوىً فنياً ولا يبشر بخير كرديف للمنتخبات الوطنية.
نحن أمام دوري أقل ما يقال عنه: وجوده وعدم وجوده سيان، وإقامته وعدم إقامته أمران متساويان، ترى من أضعف هذه المسابقة وأوصلها إلى هذا الدرك السفلي؟ الأندية أم اللاعبون أم المحكمون أم الجمهور أم الإمكانات المادية أم الملاعب التي لا تصلح للعب؟ أم يتقدم كل هؤلاء اتحادنا المصون..!!؟