على هدير المسؤولية وقف عمالنا بين شرايين الوطن يعمقون تواصله ويعيدون ربط ما اقتطع منه قسراً في حنايا الجغرافية السورية .. كانوا دمعة الماء حين عطشت الأرض، وحبات العرق حين جف الزيت وخفت لهيبه في خطوط الإنتاج.. كانوا العين الراصدة والساعد القوي لمواجهة أخطبوط الإرهاب والإجرام الذي حل بوطن السلام سورية.
في عيد العمال العالمي لن نعدد المكتسبات والإنجازات التي تحققت للطبقة العاملة السورية على جميع المستويات، فهي لا تحصى على الصعيد الخدمي والإنتاجي، والصناعي، والزراعي، والاقتصادي، والتجاري، والاجتماعي، والثقافي، والتربوي، رغم كل مافعلته الحرب العدوانية البغيضة من دمار وتخريب وأذى فادح يصعب وصفه وتوصيفه على مدى السنوات الماضية.
في هذا اليوم العالمي تجسد الطبقة العاملة السورية ما اعتادت عليه في لوائح الشرف وبنود القوانين الخاصة بالتنظيم النقابي وهي المعنية بالنهوض والعمران والبناء وزيادة الإنتاج في كل الظروف التي مرت بها منذ التأسيس ولغاية اليوم، فهي المجبولة في أدبيات العمل على العطاء والوفاء والإخلاص لما يجب أن يكون عليه فعل الخير المجتمعي والرؤية المستقبلية للوطن ،حيث استمرت الطبقة العاملة من خلال تنظيمها النقابي الاتحاد العام لنقابات العمال في تعميق جوانب التثقيف السياسي لرفع مستوى الوعي بهذا الجانب وزيادة الاهتمام بقضايا الوطن، وتنامي الشعور بالواجب في أداء العمل والإبداع فيه بآن معاً، إذ ركز عمالنا منذ البداية على زيادة الإنتاج باعتباره الطريق الذي يفضي إلى توفير الإمكانيات المادية للتنمية بأشكالها المختلفة، ويحسن من مستوى المعيشة ويؤمن المزيد من مستلزمات صمود الوطن وقدراته الدفاعية.
إن النظر إلى حاجات عمالنا وتلبيتها اليوم من توظيف وتثبيت العقود والمؤقتين وضبط الأسعار ولجم فوضى الغلاء وتحسين مستوى المعيشة عوامل استقرار وسعادة لا تعوض بثمن.
كل عام والطبقة العاملة وأبناء الشعب السوري وجيشه وقيادته بألف خير .
التالي