تمر هذه الأيام ذكرى غالية على قلوبنا جميعاً ألا وهي عيد العمال، فالأول من أيار بات رمزاً لنضال العمال ومشاركة عمال العالم في هذا اليوم.
هذا العيد له قدسية معينة فهو يحتفي بمن ضحوا وتعبوا وواصلوا الليل مع النهار لكي يبنوا ويؤسسوا فكانوا خير من قدم نموذجاً منفرداً في العمل والتفاني والأخلاق.
العامل السوري أينما كان ارتقى إلى مرتبة الشرف، فمن عيونه يشرق الأمل ومن عزيمته وإصراره وسواعده نبني ونعمّر ونرسم الأوطان.
في الحرب على سورية كان العمال في أغلبيتهم علامة مميزة وفارقة في حياتنا، فكانوا الأقدر على العمل والعطاء وأداء الواجب كلّ من مكان عمله رغم تكالب العصابات الإرهابية المجرمة وتدميرها وتخريبها للبنية الاقتصادية والمادية والاجتماعية التي بنتها سواعد العمال بالجهد والفكر والمثابرة وكل ما يملكون.
وإذا كان العالم يحتفل في الأول من أيار من كل عام بعيد العمال العالمي انتصاراً على الظلم والقهر، فإننا نقول بأن عمال سورية قهروا التحدي والاستغلال والاستبداد والظلم منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، فمنذ العام 1938 والطبقة العاملة السورية تحتفل بذكرى تأسيس اتحادها العام لنقابات العمال والذي خاض مع جماهير شعبنا بشكل عام والطبقة العاملة بشكل خاص المعارك الوطنية والقومية.
يوماً بعد يوم يثبت عمال سورية أنهم الطبقة الأكثر كفاحاً وعطاء ودفاعاً عن الوطن، فهم المتجذرون في كل حبة تراب في هذه الأرض، الملتزمون بمبادئ دافعوا عنها وضحوا من أجلها.
لكل السوريين الذين يعملون بسخاء ولكل السواعد التي لم تتوان عن العطاء وفعل الخير وفتح بوابات المحبة والتعاون، المتفانين في أداء العمل والواجب بشرف وإخلاص وإيمان تحية تقدير وإجلال، وكل عام وأنتم ووطننا الحبيب بألف خير.