الثورة – لجين الكنج:
ترتبط ذكرى عيد الشهداء بدلالاتها وأبعادها الإنسانية والوطنية بقيم التضحية في سبيل الوطن، والتي لها وقع خاص على قلوب السوريين، إذ تعكس تعبيرهم الصادق عن الروح الوطنية الراسخة والمبنية على أسس من الوفاء والعطاء والمحبة المتجاوزة حدود الزمان والمكان.
في السادس من أيار من كل عام يحيي السوريون ذكرى عيد الشهداء، هذه الذكرى التي أضحت رمزاً لقيم التضحية والبطولة، ومنهجاً لكل أبناء وطننا الحبيب، حيث غدت دماء الشهداء منارة متقدة تهدي الأجيال المتعاقبة على طريق العزة والكبرياء، فمن قافلة شهداء السادس من أيار الذين أعدمهم جمال باشا السفاح عام 1916، تواصلت قوافل الشهداء التي ارتقت دفاعاً عن الوطن، خلال النضال ضد الاستعمار الفرنسي من ميسلون إلى الجلاء، مروراً بشهداء الجيش العربي السوري في حرب تشرين التحريرية ومعارك الدفاع عن لبنان وفلسطين ضد العدو الصهيوني، وصولاً إلى قوافل شهداء الحرب على الإرهاب.
عيد الشهداء يعتبره السوريون يوما مقدساً، تنحني فيه الهامات إجلالاً وإكباراً لأكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، لأن شهداءنا الأبرار وعبر مراحل التاريخ قدموا أرواحهم ليبقى الوطن حراً عزيزاً شامخاً، فكانت تضحياتهم كبيرة بحجم الأهداف السامية التي بذلت لأجلها دمائهم الزكية، وكل بقعة من هذه الأرض الطاهرة تروي قصص بطولة وفداء لرجال أحرار، وأبطال ميامين من أبناء الجيش العربي السوري، وكيف استرخصوا أرواحهم ليعيش أبناء الوطن بأمن وسلام، ولتكتب سورية النصر تلو النصر على الغزاة والأعداء.
اليوم بعد 12 عاماً على بدء الحرب الإرهابية على سورية يلتف السوريون حول جيشهم وقائدهم لاستكمال النصر المؤزر، ودحر الإرهاب والاحتلال عن أرض سورية الحبيبة، والبدء بإعادة الإعمار، وبناء المستقبل، مستكملين طريق المقاومة الذي خطه آباؤهم وأجدادهم بدمائهم الطاهرة.