من خلال قراءتنا للخطط الزراعية ونتائجها غير السعيدة للفلاحين، ومثال أسعار القمح خير شاهد، نجد أن الكثير من الفلاحين قد انخفضت سقوف أحلامهم.
واللافت أن كل الجهات المعنية في الزراعة متفقة أن أسعار الكثير من المحاصيل غير مشجعة، وكل الجهات الأخرى بما فيها الإعلام ومجلس الشعب والمنظمات الشعبية كلهم متفقون أيضاً على أن الوضع المعيشي وصل إلى مرحلة حرجة فالفجوة الكبيرة بين الدخل والأسعار، وكذلك تضخمت أسعار أغلبية المواد الغذائية والتموينية بنسبة وصلت إلى 3000 ضعف بينما الراتب بقي صامداً يراوح في مكانه.
وحتى لا يقال: إننا نبالغ يكفي أن نذكر اسم أي مادة ونقارن سعرها قبل الأزمة والآن.. فمثلاً علبة المتة كان سعرها 25 ليرة سورية واليوم وصل سعرها إلى 8000 ليرة، وبقية المواد يقاس تضخمها بالنسبة نفسها، كما أننا لا ننسى هنا مشكلة البصل التي أرخت أسعارها بظلالها على الجميع منذ فترة.
أما أسعار المنتجات الزراعية فهي تتفاوت بشكل كبير بين مرحلة وأخرى .. بين شهر وآخر .. بين يوم وآخر.. ومعظم أسعارها لا تلبي طموح المزارعين، واليوم نحن على أعتاب مواسم الثوم والبصل والبطاطا ولا يريد أحد أن يتكرر السيناريو ذاته.
فالفلاح يعاني من تدني الأسعار إلى ما دون التكلفة.. بينما يصل منتجه إلى المستهلك بأربعة أضعاف بسبب حلقات الوساطة والسمسرة.. هنا تتوسع أسئلة الفلاح والمستهلك مع غياب شبه كامل للخطط الزراعية والتسويقية الناجحة.
أما المواطن فلديه أزمات الكهرباء والبنزين والمازوت والغاز.. واليوم لم يعد بوسعه سوى التفكير بتأمين متطلبات عائلته الأساسية، بسبب ارتفاع الأسعار، ولم يعد يقوى على تأمين الدواء بسبب سعره المرتفع أيضاً!
ولأننا محكومون بالأمل.. ولا سبيل أمامنا إلا التفاؤل بقادمات الأيام، فإننا سنتفاءل خاصة بعد الانفراجات السياسية ومدى انعكاسها على الوضع الاقتصادي والخدمي والمعيشي.
التالي