“المصوّر السياسي للعالم” عبارة يتم كتابتها على المصورات الجغرافية اليوم إضافة لكتابة عبارة “المصوّر قابل للتغيير” تلك الدقّة بكلّ أسف محزنة مع كلّ مصوّر جغرافي يتمّ الاطلاع عليه ودراسته، ومأساة تقسيم العالم تتفاقم كلّ يوم، وترتسم ملامح جديدة للبحار والمحيطات واليابسة، ويدخل معها المجال الجوّي وقريباً الفضاء، ويُضاف إلى هذا التقسيم العوامل المناخية المتغيرة والتي تؤثر في الأرض وتقسيمها، وبالتالي لن يبقى مجالاً لتوحيد الشعوب والأمم مع كلّ تلك المتغيرات…
فالدول الغربية مازالت مستمرة بتقسيم العالم بكل أسف بعيداً عن إرادة الشعوب وتحاول تخطي الجغرافية والتاريخ ومعها الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث تسعى إلى فرض هيمنتها الفكرية والثقافية دون أيّ اعتبار لأيّ شأن ثقافي للآخر أو لأيّ حضارة عاشت آلاف السنين…..
إن الحروب التي يخترعها الغرب تلقي بظلالها على الحياة الثقافية والفكرية، وعوضاً عن الانفتاح وقبول الآخر تجد الخارطة السياسية التي يريدها الغرب معبِّرة عن فكره وثقافته وإلفاء الآخر.
تتعدّد الوسائل والأساليب لخداع العالم ولرسم مصوّرات سياسية جديدة حالية ومستقبلية تلغي الإنسان والإنسانية التي تدفع أثمانا باهظة لكلّ تلك المتغيرات الجغرافية والديموغرافية….