تتجه الأنظار باهتمام كبير إلى مدينة جدة السعودية، حيث تنعقد خلال الأيام القادمة القمة العربية المنتظرة بمشاركة سورية، بكلّ ما يحمله استعادتها لمقعدها في مؤسسة الجامعة العربية من آمال وتطلعات لمصلحة التضامن العربي والعمل العربي المشترك، فالجامعة العربية أمام تحديات كبيرة تفرض المزيد من التنسيق والتشاور بين القادة العرب حول كلّ القضايا المدرجة في جدول أعمال القمة.
تكتسب هذه القمة أهمية استثنائية لتوقيتها من جهة وحساسية الوضع الإقليمي والدولي من جهة ثانية، ما يجعلها أكثر من قمة عادية أو روتينية، فالعالم أمام تحولات كبيرة تتطلب من الجامعة ومؤسسة القمة أن تبذلا أقصى ما لديهما للخروج بمواقف موحدة تحصن الوضع العربي سياسياً وأمنياً وترتقي بالإنسان العربي اجتماعياً واقتصادياً، بعد سنوات من الفوضى غير الخلاقة التي شهدتها منطقتنا تحت عنوان ما يسمى -الربيع العربي-.
ولا شك أن انعقاد القمة في المملكة العربية السعودية تحديداً له أهمية خاصة، بالنظر للمكانة التي تحظى بها المملكة عربياً وإسلامياً ودولياً وكذلك للدور الذي يأمل الشارع العربي عموماً أن تلعبه، وهي قادرة على إحداث الفارق والنهوض بالواقع العربي في ظلّ القيادة التي تقود البلاد والعمل العربي المشترك لسنة قادمة، وفي ضوء العلاقات المتميزة والمتوازنة التي أقامتها المملكة مع الشرق والغرب، وهو ما يؤهلها للنجاح والخروج بنتائج إيجابية للمنطقة بأمس الحاجة إليها.
مشاركة سورية في القمة بعد غياب استمر 12 عاماً سيكون نقطة تحول في مسار الأزمة من جهة، وفي مسار فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية البينية من جهة أخرى، فسورية عادت إلى حضنها العربي كما ينبغي- وجدة اليوم تمثل حضن العرب – والعرب عادوا إلى بيتهم سورية – وسورية كانت ولا تزال بيت العرب – وهذا منطق الأمور والأحداث، وهي حريصة كلّ الحرص أن تبقى كذلك.