فاتن دعبول:
يتابع المخرج فراس محمد تصوير فيلم “عتمة مؤقتة” إنتاج المؤسسة العامة للسينما، من تأليفه وإخراجه، في أول أفلامه الروائية الطويلة، بعد تجارب عديدة في الأفلام القصيرة والتي حاز بعضها جوائز في المهرجانات العربية، وفي موقع التصوير كان اللقاء مع فريق العمل.
فسحة للتفاؤل
أوضح المخرج فراس محمد أن الفيلم محاولة للاقتراب قدر الإمكان من حياة الناس في البيئات الفقيرة، عبر شخصيتين تجمعهما مصادفة تتيح لهما التفكير بإعادة ترتيب حياتهما ليستطيعا مواجهة تحديات الواقع، عبر قصة محبوكة بعناية، لتظهر مجموعة من العوالم التي يعيشون داخلها، ويمكن القول إن الفيلم شكل من رصد للبيئة التي تخرج منها شخصيات الفيلم. وأكد أنه عندما يكون المخرج هو المؤلف نفسه، لابد أن تجري بعض التعديلات، لكن مع الحفاظ على روح النص وبشكل حيادي وبما يخدم سياقاً معيناً يتم السعي إلى تحقيقه لأن طبيعة المكان وتفاعل الممثل لابد أن يكون له وقعه الخاص عند تحويل النص إلى الواقع.
وعن تسمية العمل التي تحمل في مضمونها مساحة من التفاؤل، يقول:”العتمة موجودة، ولكن ثمة مساحة من الأمل، يبحث الأشخاص داخل الفيلم عن حلول تخرجهم من هذه العتمة، كل على طريقته، فالشخصيات تحكمها الظروف وتحركها تحديات الحياة، لكنها في كل مرة تسعى إلى الخلاص، لكنه الخلاص الفردي” ويؤكد أن شخصياته حقيقية من لحم ودم، لها تطورها الدرامي من فعل ورد فعل، لتحقق مقولة الفيلم “أن الإنسان قادر بشكل أو بآخر أن ينجو بنفسه، ويذهب نحو مصيره بأقدامه، وأن هذه العتمة لابد أن تزول” مهما كان الدرب وعراً.
ويحاول المخرج في فيلمه الاقتراب من الشكل الكلاسيكي والحفاظ على البنية الكلاسيكية ابتداء من كتابة النص وانتهاء بالإخراج والصورة، ومن ثم الاتكاء على القصة، لتكون الشخصيات أكثر وضوحاً لدى المشاهد، فالقصة هي التي تبوح وتأخذ الشخصيات إلى مصيرها، وليس المخرج، لأن ثمة خطاً درامياً يسعى ليكون مخلصاً له.
شخصيات الفيلم
أشار الفنان زهير عبد الكريم إلى أن الفيلم مكتوب بحرفية عالية وبيد مؤلف يهتم كثيراً بالتفاصيل، وفيه عمق يجعل المشاهد كلها تحمل الكثير من المقولات المهمة أما عن دوره فأكد أنه يمثل شخصية “أبو فاروق” صاحب ملحمة كبيرة، وهو يعيش وحيداً لكنه يميل إلى ملاحقة الفتيات، عنه يقول: الشخصية مركبة وتخفي في مضمونها غير ما تظهره، وفيها تحدٍ كبير لما أنا عليه حقيقة، فأنا لا أملك قسوة القلب، ولا أميل إلى الظلم والفساد، على عكس ما تقدمه الشخصية، ولكنني أميل إلى هذا التحدي وللشخصيات المركبة، وأسعى إلى إتقان مفرداتها وتقديمها كما يجب، ورغم ميلي إلى الكوميديا، لكن المخرج توجه بهذه الشخصية إلى الجدية.
يبين الفنان علاء زهر الدين أن الفيلم يسلط الضوء على مرحلة مهمة من حياة الشباب، ويؤدي فيه دور “مروان” الذي تنتهي خدمته العسكرية بعد تسع سنوات ليصطدم بالواقع وتبدأ رحلته مع تحديات الحياة ويمر بمشكلات كثيرة، مشيراً إلى أن الشخصية فيها مساحة كبيرة لتقديم تجربة مميزة، فالعمل يهتم بالتفاصيل ويتمتع بربط لافت بين المحاور ويدخل في عمق الشخصيات.
الفنان أمير برازي يؤكد أن الفيلم سيكون قريباً من المشاهد لأنه يحمل الكثير من القضايا الاجتماعية التي تهم شريحة واسعة من المجتمع، وميزته أنه لا يشبه أي فيلم آخر، أما عن شخصيته فيوضح أنه يجسد دوراً له طابع خاص لجهة الكاركتر والملابس، لشخص يبحث عن مصلحته ليستطيع مواجهة الظروف الصعبة.
رغم دورها البسيط، ترى فيه الفنانة كساندرا دياب نقلة نوعية وفرصة للعمل في السينما، عبر دور فاعل يقدمها بطريقة جميلة، تقول: هي شخصية جريئة “راقصة” وقد عمل المخرج على تقديمها بطريقة متميزة وترك لي فسحة من الحرية لتقديمها بطريقة مختلفة، فهو يتقبل النقاش والاقتراحات لاختيار الأفضل للدور.