انتصرت سورية.. سؤال راود الكثيرين ممن أخذتهم البيانات .. نعم انتصرت سورية في الحرب الكونية التي فرضت عليها، والثمن أغلى ما يمكن امتلاكه.. دم.. وخراب.. أما النصر فبإرادة شعب..وعقيدة جيش.
تسير سورية.. بنية صافية.. وقلوب نقية..
في مرّة ظننا أردوغان في دافوس بطلاً وصديقاً.. فارس في ذاك الزمان.. خذلنا في مرمرة.. وزحف إلى أرضنا بلصوصية مطلقة.. وتبقى أبواب السياسة مواربة لإعلاء الحق..
راهن الكثيرون على سقوط دولتنا الشامخة.. صمدنا وانتصرنا.. اغتاظ الغرب حاول إعلامه حرف البوصلة .. خسر رهانه..
لا يمكن ليده المغتصبة لأرضنا أن تكون طاهرة من رجسه.. فما لم ينله في الحرب لن يناله بالسياسة.. كل من وطئ أرضنا بغير شرعية عليه الانسحاب منها.. إن لم يكن بخياره، فبقوتنا وعزيمتنا.. لا يمكن لعدونا ان تستطيل براثنه التي تركها بين الأصابع.. وإن بغير دراية منا..
غاظه في القمة ذلك الترحاب الذي فاق البروتوكول من البعض.. هل يمكننا أن نطمئن بعد تعهده بحصار من يعين سورية للنهاية.. غلبنا السابقون بإرث أمثالهم.. حقيقة أن الدم لا يصير ماءً.. لكن علينا الحذر من عدو يضمر لنا الشر في مواجهة ما صعقه من صور ومشاهد مما حدث.. سورية القلب وفي القلب.. . وعليه فإن بعض الظن من حسن الفطن.. كيف ننسى منذ العراق وقبلها أفغانستان.. وبعدها الربيع المزعوم.. ثم ليبيا.. سورية.. اليمن.. واليوم السودان.. ولبنان..
أكثر من عقد أُتخِم بالدم السوري.. موت ودمار.. تخريب وإرهاب.. أنفاق وتهجير..
أقرت مواقف الحضور في القمة العربية بقناعة أن الإرهابيين الذين قتلوا الشعب السوري سُخِّروا على أنهم معارضة.. وسخرتهم المعارضة المرتمية في أحضان الغرب لتحطيم سورية، على ماذا كان رهانهم؟.. المعارضة الحق لا تقتل ولا تخرب..
كان المشهد دالاً على يقين الجميع بأن سورية كانت تدافع عن نفسها وكينونتها عن سيادتها.. وعن العرب كافة.. وليس لأجل مناصب ومكاسب..
كان الترحيب بسورية حميمياً بصدق تجلى في ما شهدناه من السعودية وتونس والجزائر وبقية الدول.. ورئيس المؤتمر وفي كلمات القادة..
ما فاق عرف البروتوكول من المحبين.. فظهر رسوخ القناعة أن ما حدث لسورية كان مؤامرة مكتملة المعالم وبعض الغرب الذي ادعى الصداقة كان شريكاً.
بانت نية المجتمعين أنها خالصة النقاء والصفاء.. ما عرى أن ما قد يغيب خلف الأكمة من أعداء الأمة يستهدفها وليس سورية وحدها..
ما أغاظ عدونا أن نقاء مشاعر العديد من الدول على مدى عقد الحرب على سورية عدواه سرت في مشاعر الجميع..
خدعنا أردوغان مرة.. فلنتعقل ونتمهل.. قبل أن نغفر.. نسامح بحذر ولكن لن ننسى..
علينا أن ننظر في مرايا الأمام ونسير حذرين. ممن يسير خلفنا.. أمريكا المستاءة من كل ما حدث.. حاولت استخدام مجسات استشعارها في النقل الذي كان مباشراً.. ليسفر بايدن عن حنقه مما يرى بصفاقة.. حين يغيب الثلج سيظهر المرج أخضر.. عندها ستعرف أمريكا أين وضع الجراح مبضعه.. التفاؤل لأجل الانفراج حق مشروع.. وأكثر ما يغيظ عدونا التعهد بإعمار سورية لتتعافى فهي في القلب دوماً.
تلك هي دقائق القوة الحقيقية.