الثورة – لقاء علاء الدين محمد:
لم تكن عودة سورية إلى ألقها ودورها الطبيعي في عالمنا العربي والعالم بالأمر السهل على المنظومة الغربية والأمريكية التي تآمرت عليها.. والحضور القوي لسورية في القمة العربية بالمملكة العربية السعودية دليل على تعافيها وانتصار لثوابتها التي تمسكت بها على الدوام.
قرارات تماهي مصالح العرب..
حول أهمية الحضور السوري في القمة وصداه الذي سوف يتردد طويلا، كان لنا هذه الوقفة بداية مع أمين عام جامعة “الأمة العربية” الدكتورة هالة الأسعد، التي قالت: بداية لنستعرض من خارج سورية ، لنلمس صدى الحضور السوري فقد علقت صحيفة نيوزويك الأمريكية على الحدث بقولها : “سياسة الرئيس بايدن تجاه سورية تعرضت إلى أكبر ضربة لها حتى الآن بعد ترحيب جامعة الدول العربية بعودة سورية والرئيس الأسد، رغم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية” وهذا يعني برأيي التوجه نحو قرارات عربية أكثر استقلالية وأكثر تماهيا مع مصالح الشعب العربي.
أما صحيفة الغارديان البريطانية فعلقت قائلة: ”الأسد يحضر قمة الجامعة العربية في الوقت الذي يعارض في الغرب عودته، وسط تصادم الغرب ودول الخليج بهذا الشأن”، وتمنت د. الأسعد أخيرا أن تكون هذه القمة بداية عمل عربي مشترك وفاعل على كل الصعد.
الأستاذ يوسف جابر رئيس مجلس الإنماء في الجنوب اللبناني يرى ضرورة التعويل خيراً على دور الجامعة العربية في هذا الوقت لاسيما بعد القمة المنعقدة في المملكة العربية السعودية وما يمكن أن تقوم به من معالجة قضايا العرب وهمومهم وحل مشاكلهم والدور الذي يمكن السير به لرفعة الأوطان والتخفيف عن أعباء المجتمعات في ظل الضغوطات الاقتصادية، ولمواجهة العدو الصهيوني وإيجاد حل لما يحصل في السودان وما له. وحيا جابر سورية لدورها الرائد في الحفاظ على الهوية العربية وكرامتها وممانعتها في دعمها للمقاومة في مشرقنا المحوري.
عالم متعدد الأقطاب..
محمد سلامة من الأردن قال: سورية قلب العروبة النابض، والفرصة أمام الأمة للتخلص من التبعية للغرب المتوحش في عالم متعدد الأقطاب.
الأمل بمستقبل أفضل..
د. رشا شعبان، الأستاذة بجامعة دمشق ذكرت ما ركز عليه السيد الرئيس في خطابه التاريخي من قضايا الانتماء والعروبة لموجبات ودواع موضوعية، فالانتماء يتعيّن إرادوياً، وهو خيار المصالح المشتركة والأمل بمستقبل أفضل والإيمان بالنضال ضد عدو مشترك.
وقالت د. شعبان: العروبة ليست أحضانا، نعم لأنها ليست مجرّد هوى يتغير بل هي ثوابت فكرية تنطلق من محاكمات عقلية تحاكي منطق التاريخ والجغرافيا، العروبة كما سوريتنا هي الثابت وكل ما عداها متحول و متغير.
لا قوة ولا وجود دون عروبتنا والأمم المتقدمة استعادت قوتها عندما أدركت جوهر قوميتها وضرورة كونها مجتمعة.
ضرورة التمسك بالهوية..
الشاعر حيان الحسن قال: نعم كانت كلمة السيد الرئيس بشار الأسد موجهة للشعوب العربية التي لا تزال تؤمن بالانتماء للجغرافيا العربية وقضاياها المصيرية والتمسك بالهوية وأن العرب مهما بلغت الخلافات بين الحكومات والدول فإن الشعوب العربية هي صاحبة الكلمة وتستطيع أن تؤثر وتلعب دورا هاما في قضايا تهم الشأن العربي والمضي قدما في مواجهة قوى الاستعمار العالمي.
فالمتابع للشأن السياسي العربي يعرف ماذا فعلت الشعوب التي مازالت تؤكد يوما بعد يوم على عروبتها وأصالتها تجاه القضية الفلسطينية على سبيل المثال وأنها القضية الأهم وأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، فالسيد الرئيس يؤكد على ضرورة التمسك بالهوية، فهي الخيار الوحيد لعودة الحقوق المسلوبة.