الثورة – رنا بدري سلوم :
عبوة من ماء الورد، دفعت فضولي لمعرفة تلك السيّدة التي تقطّر الورد الشاميّ من حديقة منزلها في مصياف، إنها عاشقة الورد كما سمت السيدة كوثر صالح نفسها لدى حديثها مع صحيفة الثورة، والتي بدأت بتقطير الياسمين وحين نجحت تجربتها، زرعت قرابة عشرين شتلة من الورد الجوري في حديقة منزلها، وبدأت بتقطير الورد،
وعن آلية القطاف في موسم الورد قالت: أسابق الفجر، وقبل بزوغه أقطف الورد الشاميّ وهو نديّ، قبل أن يرى النور، خوفاً من أن تفقد الورود زيوتها الطيّارة، فالموعد الأنسب لقطفها في الصباح الباكر لأن في هذا الوقت تكون الأزهار محتفظة بكمية كبيرة من الرطوبة أي إن شكلها يكون منعشاً وحيوياً، ويفضل الابتعاد عن فترة الظهيرة من النهار لقطفها، لذا أقطفها باكراً من ثم أقطّرها مباشرة في آلةٍ يدويّة.
شغفُ كوثر صالح في زراعة الورد الشاميّ جعلها تمضي وقتها لساعات طوال في ريّ يدويّ مقنن، وبعيداً عن المبيدات والأسمدة والمواد الكيمائية، في مساحة تحيط بيتها العربي، والتي استفادت منها منذ خمس سنوات، فهي على مدار العام تزرع الزهور مختلفة الأشكال والألوان، لغاية جماليّة المنظر وحبّها للطبيعة، أما في موسم قطاف الورد الشاميّ والذي يستمر نحو الشهر من كل عام، فإنًها لا تشعر بالإرهاق والتعب إلا بعد انتهاء الموسم، فالتقطير ليس بالأمر السهل، ولكن حين تجمع ماء الزهر والورد في زجاجاتٍ عطريّة وتلقى استحسان كل من حظى بها، تشعر بسعادةٍ غامرة وكأنها زرعت وردة جورية من ريف مصياف الساحر في قلوب من يتتبع أثر الطبيعة وجمال حضورها.