يتلقى مكتب الصحيفة في حمص شكاوى عديدة، وأغلبها من ريف المحافظة وبعض أحياء المدينة، تلخص معاناة المواطنين من عدم وصول مياه الشرب إلى منازلهم، ولاسيما مع حلول فصل الصيف وزيادة معدل استهلاك المياه وضرورتها الماسة للكثير من الاستخدامات، وعند التدقيق في فحوى ومضمون ما يصلنا نلاحظ أن المشكلة الأساسية تتمحور حول عدم وجود تنسيق دقيق وصحيح بين مؤسسة المياه والصرف الصحي والشركة العامة للكهرباء، حيث يمنع التقنين الجائر للتيار الكهربائي تشغيل الآبار الإرتوازية لإيصال المياه لكافة المشتركين؛ كما أن حصة الوحدات الاقتصادية المنتشرة في مناطق المحافظة من المحروقات “المازوت” اللازمة لتشغيل الآبار باعتبارها بديلاً عن التيار الكهربائي غير كافية ولا تلبي الحاجة المطلوبة، ما يجعل المواطنين يعانون معاناة كبيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن معظمهم لا يستطيع شراء مياه بسبب ارتفاع سعرها، وفي ظل الوضع المعيشي الصعب هذه الأيام، فقد وصلت تكلفة تعبئة خزان سعة خمسة براميل إلى ٢٥ ألف ليرة سورية ..!!
طبعاً، كل ما سبق هو لصالح مؤسسة المياه، فهو عذر مقبول وواقعي، لكن من غير المقبول أن تقف مؤسسة المياه بكوادرها الفنية والإدارية عاجزة أمام ما يحدث، وألا تسعى جاهزة لاجتماع الحلول المعقولة والتدابير المطلوبة والسرعة القصوى لمعاناة تزداد يوماً بعد يوم، حتى أصبحت هماً جديداً يضاف إلى هموم المواطنين الكبيرة، فأقل ما يمكن أن تبادر إليه المؤسسة التنسيق مع الشركة العامة للكهرباء حتى لا يبقى قطع التيار الكهربائي وقلة المحروقات تبريراً لها وعذراً تتغنى بمشروعيته في كل الأوقات.
السابق