الثورة :
مصادر خاصة في المديرية العامة للجمارك كشفت في حديث خاص للثورة عن قيام عناصرها يوم أمس بضبط سيارة شاحنة مخصصة لنقل مادة الغاز المنزلي، بداخلها كميات كبيرة من المواد المهربة « ألعاب نارية ـ أقمشة ـ مواد كهربائية ـ ألعاب أطفال ـ بالة ..»، تم إخفاؤها «بشكل سري» أسفل أسطوانات الغاز، في محاولة بائسة ويائسة وفاشلة من السائق لنقلها إلى وجهتها في إحدى المناطق المحيطة بمدينة دمشق، منوهة إلى أن القيمة الأولية التقديرية للغرامة المالية التي ستفرض بحق هذه القضية تصل إلى مئات الملايين من الليرات السورية.
خارطة طريق
وأشارت إلى أن الطرق الاحتيالية ـ الالتفافية «الشيطانية» التي يلجأ إليها المهربون لم تعد تنطلي على عناصر المديرية العامة للجمارك الذين كانوا ومازالوا بالمرصاد أمام كل مهرب لا بل مخرب للاقتصاد الوطني، وهذا هو العنوان العريض لخارطة الطريق الجمركية التي تعمل مديرية الجمارك العامة على وضعها موضع التنفيذ العملي بالشكل الذي يمكنها من إغلاق كافة الطرق والممرات (وحتى الزواريب) التي يمكن من خلالها لضعاف النفوس التسلل خلسة عبرها.
وأوضحت المصادر أن عناصر المديرية نجحت يوم أمس الأول بضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة «حشيش + حب كبتاغون» مخبأة ضمن مخبأ سري داخل إحدى الكافتيريات في مدينة دمشق «وتحديداً في شارع الثورة ـ منطقة ساروجة»، حيث عمد صاحب الكافتيريا إلى إخفاء مادة الحشيش المخدر أسفل الكرسي الخاص به بطريقة يصعب كشفها أو حتى مجرد الشك فيها، مبينة أن العناصر وفور ضبط المواد المخدرة قامت بتنظيم الضبط اللازم وإحالة مالك الكافيتريا مع المضبوطات إلى إدارة مكافحة المخدرات التابعة لوزارة الداخلية.
بدوره رئيس ضابطة السيار بدمشق أكد قيام عناصر الضابطة بضبط كمية 20 كيلو غرام من المواد المخدرة «حشيش + حب كبتاغون» داخل سيارة سياحية خاصة على طريق المتحلق الجنوبي بدمشق موضوعة داخل مخبأ سري خلف المقعد الخلفي للسائق.
وأضاف أن هذه القضية سبقها قضية أخرى قبل أيام حيث نجح عناصر الضابطة بضبط 2،4 كيلو غرام من مادة الحشيش المخدرة و2000 حبة كبتاغون ضمن سيارة أجرة عامة «نوع سابا»، مخبأة أيضاً وبشكل سري أسفل مقعد السائق.
ونوهت المصادر أن ضمان سرعة تحقيق الحملة الوطنية لمكافحة التهريب « أينما وجد» لنتائجها الإيجابية مرهون بمدى تجاوب وتعاون جميع الجهات العامة ذات الصلة، جنباً إلى جنب مع المواطن وذلك لجهة الإخبار عن أي محل أو مستودع أو مخزن يحتوي مواد مهربة، باعتبار أن الهدف مشترك والمصلحة عامة، مشيرة إلى أن الاقتصاد الوطني خط أحمر والمديرية تقف صخرة الصلبة في وجه رياح التهريب وأمواجه التي يحاول تجار الأزمات ركوبها في محاولة يائسة منهم لدس السم في دسم الاقتصاد والصناعة والتجارة الوطنية.
الحملة مستمرة
وأشارت أن كل من يتوقع أن حملة مكافحة التهريب مؤقتة أو لحظية فهو واهم (أضغاث أحلام)، مؤكدة أن الحملة مستمرة طالما أن هناك مهرب يحاول مجرد المحاولة العبث من قريب أو بعيد باقتصادنا الوطني وإيرادات الخزينة العامة للدولة وحتى بصناعتنا وتجارتنا الوطنية..
وبينت أنه لولا وجود المهربين والمخربين للاقتصاد الوطني ما كان للمواد والسلع المهربة أن تتسلل تحت جنح الظلام إلى داخل أسواقنا ومحالنا، مبينة أن كل ما يندرج تحت بند مهرب لا يضر فقط المصلحة العامة وإنما الصحة العامة والأمن العام والسلامة العامة، مشيرة أن حملة مكافحة التهريب مستمرة استمرار وجود المهربين وهي قائمة إلى حين القضاء على هذه الظاهرة السلبية التي تصب أولاً وأخيراً في جيوب ومصلحة المهربين الذين لا هم لهم إلا كسب المال غير المشروع.
وأشارت إلى أهمية مكافحة التهريب الذي يضيع على خزينة الدولة المليارات وإلى الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة للحد من هذه الظاهرة التي كانت ومازالت الهم الأكبر الذي يقض مضاجع اقتصادنا الوطني الذي مازال قوياً صامداً رغم كل أشكال الإرهاب والعقوبات الظالمة والجائرة بحق المواطن العربي السوري الذي كان ومازال بدوره في الصف الأول إلى جانب قيادته وحكومته وجيشه.