يقول الخبر :
“طرطوس و اللاذقية تباشران بإجراءات و خطة إسعافية و استراتيجية عاجلة و سريعة استعداداً للموسم السياحي” ..
انتهى الخبر هنا ..
لا ندري في الحقيقة عن اي موسم سياحي و لمن موجه هذا الاستعداد..؟
هل هو موجه لعامة الشعب .. ام لفئة محدودة جداً تستطيع أن تدفع تكاليف هذه السياحة ” البحرية” .. ؟
كنا ننتظر من الجهات التنفيذية و السياحية أن تعرج على السياحة الشعبية و التي تم القضاء عليها نهائياً مع ارتفاع تكاليف السياحة .. طبعاً مثلها مثل غيرها من مرافق و خدمات و اسعار لا يقوى المواطن الذي كان يسمى في يوم ما “موظفاً” أو من الطبقة الوسطى على تحملها أو مجرد حلم أن يدخل إلى فندق او شاليه او حتى يفكر بذلك حتى..
نعتقد أن الجهات السياحية أجرت دراسة على الفئات المستهدفة من الخطة السياحية و هم فئة قد لا تتعدى 5% بينما عامة الشعب محروم حتى من ” الحلم ” .. حلم العودة و لم يبق لهم سوى “اطلال ” الماضي القريب .. و التطلع إلى مستقبل قريب تعود الأمور إلى طبيعتها .. و تعود معها “الطبقة الوسطى” .. و ما قد يلحقها من توازنات تحققها على المجتمع ككل ..
هل تعرف الجهات المخططة للموسم السياحي أن أقل ليلة في فندق او شاليه تتجاوز تعرفتها اليومية أكثر من نصف مليون ليرة سورية ..
طيب .. اذا كانت تعرف .. و هي تعرف بالتأكيد فلمن وضعت الخطة .. هي موجهة فقط لأصحاب رؤوس الأموال فقط أما عامة الشعب لا تعني شيئاً تلك الجهات السياحية .. تماماً كما أن هؤلاء “المواطنين ” لا تعنيهم الخطط…
تذكرت عندما كنت بالجزائر بداية التسعينيات كيف كانت و ما زالت الشواطئ مفتوحة للجميع .. فقط اصطحب أغراضك الشخصية و اجلس في المكان الذي تريده .. الشاطئ مفتوح و ملك لعامة الشعب ، أما شواطئنا فأصبح الوصول إليها صعباً لكثرة الشاغلين..
المواطن اليوم لا يقوى على تأمين الحد الأدنى من متطلبات عيشه و بقائه.. بينما الجهات التنفيذية تضع خططاً و استراتيجيات و كأنها تخطط من كوكب اخر .. أو أنها تعيش وحدها في هذا الكوكب..
انزلوا إلى الشارع .. و استطلعوا.. و من ثم ضعوا خططكم.. حينها فقط يمكن أن تنجحوا .. أو أضعف الايمان تشاركوا الناس هموهم ..!!