اعتاد العدو الصهيوني أن يذكرنا بوجوده، مرة بالاعتداء على غزة رغم خروجه منها، أقل مايقال رضوخاً لقرارٍ ظاناً أنه بذلك ينتهي من مواجهة المقاومة فيها، لتنام دون يقظة..
إلا أن عنصريته وفكره الصهيوني لا يتسع قبول أصحاب الأرض الأصليين.. لذلك لم يكن من خيار أمام الفلسطينيين إلا العمل للقضاء على هذا المحتل الذي لم يعر يوماً لقرارات للأمم المتحدة بمختلف هيئاتها، حتى الإنسانية منها، أي اهتمام.
رغم أن أكثر القرارات الأممية الصادرة عدداً هي التي تخص فلسطين وشعبها.. وباعتراف العالم أجمع أن الكيان الصهيوني احتلالي، وعليه فإن مقاومته حق مشروع.. إلا أنه يمارس غطرسته على أبناء الأرض، من أُُطلق عليهم عرب 48 بل وينال منهم بتحطيم بناهم التحتية، وتجريف أراضيهم وتشريدهم من دورهم، ظاناً أنه بذلك ينهي وجودهم، ويضطرهم لمغادرة بلادهم. فيحتل أمكنتهم ببناء المستوطنات،. التي اتُخذت قرارات أممية بالتوقف عن بنائها.
جنين عش الدبابير كما يدعونها منذ الاحتلال، حملات مداهمتها وحصارها واجتياح مخيمها لاتنتهي.. بعد فشل الكيان حصار جنين عام 2002 وماتكبدته قوات العدو من خسائر، ما زال هاجس تحطيم عاصمة المقاومة جنين يعبث بالعقل الصهيوني. ونتنياهو تحديداً، رغبته في محو جنين جعلته يعلن أنه خلال ال_ 24 ساعة المدرَوسة ستنتهي عملياته بالقضاء على المقاومة في جنين نهائياً..
هل يدرك ذاك العدو الحاقد أن حساباته خاطئة.. تراه لم يعرف بعد كل الزمن الذي مر على الاحتلال، أنه غير مرغوب فيه وأن المقاومة ستنهيه ولن تهدأ جذوتها حتى الخلاص منه..
مرة إثر مرة كانت الانتفاضات ضد الكيان توجعه، وتوقع به الخسائر التي لم يعترف بها يوماً، خاصة البشرية منها كي لايتضعضع كيانه وتبدأ الهجرة العكسية التي يتموت عبرها السلام في أرض الميعاد.
بعد إشهار عملية سيف القدس ووحدة الساحات في مواجهة العدو الصهيوني وإيقاع الخسائر فيه، وحالة الارتجاج التي يعيشها مستوطنوهم مع صرخة أي منهم بسبب صرصور يحاذي قدمي جالس في مقهى، تنطلق بعدها صافرات الإنذار ليعيش المستوطنون حالة ذعر يقع بعضاً منهم تحت أقدام البعض، متدافعين نحو الملاجئ.
كيان يهزه صرصار، كيف به وآلياته تتهاوى فوق كمائن زرعها أبناء جنين من متفجرات على طريق الاجتياح.
عدو لا يفهم إلا لغة القوة يخشى جمعه من شاب يطعن مستوطناً ليحاصره سبعاً من جنود الاحتلال، يخشونه وهو أعزل بعد تجريده من سكين طعن بها مستوطناً.
أكثر ما يوقع الذعر في صفوف العدو الحالات الفردية التي يقوم بها المقاومون، تجاه المستوطنين سارقي الأرض.. جنين تنتصر وعش الدبابير؛ سيبقى يلدغ المحتلين، والشهادة لا تخيف أبناء الأرض، كل ينشدها ولا يبالي، لأن الغاية إنهاء الاحتلال.
سيظل سيف القدس مرفوعاً، ووحدة الساحات مستمرة، وإن حاول الكثيرون التشكيك فيها.. جنين لم تُترك وحدها ولن تترك أي ساحة تشتعل، إلا أن الردود أصبحت تدرس بعلمية أكبر، لتحقيق أهدافها دون خسارات عسكرية.. والدليل رشقات الصواريخ الغزاوية التي نالت من الكيان مؤخراً.. ومساندة أهل نابلس وأكناف جنين والقدس، للتخفيف من الضغط على أبناء جنين حاضرة، لتظل المقاومة المخرز الذي يفقأ عين المحتل.