الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
مع تأسيس المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال” في عام 2002 بدأ الوعي لموضوع نقص السمع واستقبال الأطفال الذين يعانون من نقص في السمع، حيث بدأ المركز بتقديم خدمات الكشف والتشخيص للإعاقات السمعية والتدخل اللازم، من خلال أطباء واختصاصيين يقومون بعملية التشخيص بالإضافة إلى برامج زراعة الحلزون الذي يعتمد على التبرعات.. ونتيجة لبدء آمال منذ أكثر من 20 عاماً بالتصدي لهذه المشكلة جعلها صاحبة خبرة في هذا المجال، ويضاف إلى ذلك سعيها الدائم للتوسع وتقديم الخدمة على مساحات جغرافية إضافية..
عضو مجلس أمناء “آمال” السيدة كلوديا توما أكدت لـ “الثورة” أهمية التدخل المُبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، والتأهيل السمعي اللفظي، حيث يعد التأهيل مكوناً أساسياً من مكونات برنامج التدخل المبكر وتختلف أهداف التأهيل من طفل لآخر حسب قدراته واحتياجاته، وبحسب أداة السمع المستخدمة.وبينت أن التأهيل نهج شامل يعالج احتياجات المريض الجسدية والعاطفية والاجتماعية، ويهدف إلى مساعدة الطفل على استعادة استقلاليته وجودة حياته وتمكينه من المشاركة الهادفة في المجتمع، لافتة إلى أن عملية التأهيل للأطفال تبدأ لحظة اكتشاف نقص السمع، وهي تشمل الطفل ومحيطه الاجتماعي.
وأوضحت أنه قبل تركيب المعين السمعي يبدأ التأهيل في أقرب وقت مُمكن بعد تشخيص نقص السمع وقبل تركيب المعينات السمعية. يركّز هذا التدخل على التحفيز الحسي وذلك عبر جلسات أسبوعية تفاعلية مع كل من الطفل والوالدين أو مقدمي الرعاية.
وبعد تركيب المعين السمعي يبدأ التأهيل السمعي اللفظي في أقرب وقت ممكن بعد تركيب المعين السمعي، أو غرسة القوقعة الاصطناعية، وتكون عملية التأهيل عملية تفاعلية تتمحور حول المريض وعائلته والبيئة المحيطة به، وتأخذ بالاعتبار خصائص المريض النفسية، والاقتصادية الاجتماعية، والشخصية.وأوضحت توما أن للتأهيل مخرجات عدة ففي مجال السمع يكون الأطفال قادرين على اكتساب مهارات سمعية مناسبة لتطوير اللغة اللفظية، وفي مجال الكلام واللغة يكتسب الأطفال مهارات لغوية استيعابية وتعبيرية مناسبة للعمر واستخدامها بشكل وظيفي ضمن بيئتهم، وفي التواصل ييتم استخدام التواصل اللفظي كوسيلة تواصل أساسية وبشكل وظيفي وفعال.
وفي مجال القراءة والكتابة يتم تطوير مهارات الوعي الفونولوجي اللازمة لتطوير القراءة والكتابة، وتطوير مهارات التهجئة والفهم القرائي وطلاقة القراءة المناسبة للعمر، وفي التعليم يكون الأطفال قادرين على دخول المرحلة التعليمية المناسبة ضمن نظام التعليم العام، ومن خلال الكفاءة العاطفية الاجتماعية يتم تطوير المهارات العاطفية الاجتماعية المناسبة للعمر عبر استخدام مهاراتهم اللغوية والتواصلية بشكل مناسب ضمن سياقات عاطفية واجتماعية.
وحول المبادئ الإرشادية لإجراءات التأهيل لفتت عضو مجلس أمناء “آمال” أن البرتوكول يتضمن توجيهات إرشادية للممارسات الخاصة بالتأهيل السمعي اللفظي للأطفال بما يتعلق بـ: التقييم الشامل للطفل، والخطة العلاجية الفردية وتقارير التتبع. (بالتعاون مع كافة أعضاء فريق التأهيل ويتم تنفيذ التأهيل من خلال برنامج جلسات أسبوعية مدتها تقريبا 40 دقيقة مع إجراء التقييم الدوري لرصد تقدم الطفل، يتم متابعة الطفل والأهل حتى بعد دخول الطفل إلى المدرسة)، ومعايير تقديم الخدمات والتوقف عن تقديم الخدمات، وكذلك العمل المشترك مع فريق التأهيل.
وأضافت إلى أن آمال عملت منذ تأسيسها على تكامل فريق التأهيل من خلال: أكثر من 15 اتفاقية مع الجامعات السورية، والتعاون مع الجامعات الخارجية، والتعاون مع المنظمات الدولية، الشراكات النوعية مع الوزارات المعنية.
وفي إطار برنامج آمال لدعم الجمعيات الأهلية العاملة في مجال الإعاقة السمعية اشارت أنه يتم توفير خدمة التأهيل من خلال الجمعيات في المحافظات التي لا يتوفر فيها خدمات التأهيل وذات كثافة عالية من الأطفال ذوي نقص السمع المحالين من قبل البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر عن نقص السمع عند حديثي الولادة ومنظمة آمال، وتعزيز قدرات الكوادر العاملة في الجمعيات التي ستقوم بتأهيل الأطفال وفق المعايير المعتمدة.