الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
يقول الشاعر العربي القديم: (لكل جديد لذة) ….
ومن بعده قال أبو القاسم الشابي : ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر..
التهيب من كل جديد يلازم الإنسان دائماً وأبداً ..ولكن لابد من الجديد الذي يطور الحياة ..
والإبداع في الأدب هو النسغ وهو النضارة ومن باب الرؤيا كان ميخائيل نعيمة قد كتب في( المراحل ) قائلاً:
ما عرفت لغة ولا سمعت بأمة قط قضت عليهما الفوضى بيد أني أعرف لغات تفككت أواصرها وأسمع بأمم طمست آثارها وأدركتها سكتة الموت عندما تحول دم الحياة في عروقها ماء فانحلت أعصابها وانفرطت أجزاؤها انفراط عقد قطع سلكه.
أما ما ندعوه فوضى فبدلاً من أن يكون نذير الانحلال فهو في نظري بشير الحياة إذ لا انفجار إلا حيث مواد متفجرة ولا عاصفة إلا حيث هواء ولا سيل إلا حيث سحب وماء ولا ثورة إلا حيث قلوب تنبض وعقول تفكر وعضلات تتكمش وأرواح تئن أو تحن أما حيث لا أثر لذلك فلا أثر للحياة ولا خوف من الفوضى.
لئن تشعبت اليوم مسالكنا الأدبية وتنوعت أساليبنا البيانية وكثرت هفواتنا اللغوية فلنغبط أنفسنا قائلين:(نحمد الله فإن آدابنا لا تزال فيها قوى تبحث عن مسالك وتستنبط أساليب وقوالب وما هفواتها إلا بشير لنا بأننا لم نبلغ بعد الكمال الذي بعده انحلال بل نحن سائرون في سبيل الكمال الذي لا محجات فيه ولا مراحل)…
نعم إنه بعبع التجديد كما أسماه نعيمة ولكن من هو المجدد ..أهم من تمرسوا في المشهد الإبداعي أم جيل الشباب المتوثب أم كلاهما ..؟
العدد 1152 – 25-7-2023