عندما زار أحد المسؤولين مدينة طرطوس وجال في مناطقها ووضع “أحجار” أساس لعدد من المشاريع الخدمية… وسط تصفيق حار من الجمهور سأل المسؤول رئيس البلدية:
ماذا فعلتم من أجل خلق مطارح استثمارية تعود بالنفع على قطاعكم وتحسن من مستوى خدماتكم للمواطن.
لم يجد رئيس البلدية مناص من التهرب إلا عبر تقديم الأعذار واستخدام كلمات براقة.. ولأنه لم يستطع إقناع المسؤول بمبرراته الخلبية انسحب من الحديث…!!
هي حال معظم البلديات التي يقتصر عملها على الجباية وتسيير الأعمال من دون وجود أفق أو استراتيجية لتطوير الأداء واستغلال القوانين التي سمحت لهم وشجعتهم على خلق استثمارات خاصة تلك التي تتماشى مع طبيعة تلك البلديات “المناطق” وأهمها المشاريع الزراعية أو الإنتاج الحيواني.
من جانب آخر الأجدى أن تطرح مشروع إنتاج أجبان وألبان أو مشروع صغير يحاكي طبيعة المنطقة.. فمناطق طرطوس تشتهر بالمناطق السياحية والأثرية.. كما تشتهر بالزراعة.. وهذا ما يجب العمل عليه.
حال بلديات طرطوس مع قلة الإمكانات وانعدام المبادرة والاكتفاء بما هو موجود أدى إلى تراجع الخدمات الأساسية والمبررات جاهزة يتلطون خلفها “الأزمة والحصار”.
نعم هذا كلام صحيح، ولكن القوة هنا أن تحول نقاط الضعف إلى قوة.. وهناك أمثلة عن دول كثيرة استطاعت ذلك.
على كل اليوم هناك توجه حقيقي لدعم البلديات وتشجيعها على الاستثمار بما ينعكس على أدائها وخدماتها.
الوضع الحالي للبلديات لا يسرّ .. وأعتقد أن التوجه الجديد سيستخدم أسلوب الدعم والمراقبة.. ومن لم يستطع السير وفق هذا المنظور عليه ترك المكان لآخرين قادرين على النهوض.
المشكلة ليست بالإمكانات.. بل بالفكر.. والجرأة.. ووضع الرجل المناسب في المكان الذي يستحقه.. وهنا تتحقق الغاية خدمة المجتمع وانعكاسه على خدمة الوطن..
وللحديث بقية خاصة فيما يخص البلديات المحدثة والتي تفتقر لأدنى مقومات العمل.