الثورة _ فؤاد مسعد:
«زمكان» فيلم روائي قصير يحمل خصوصيته من خلال حكايته التي تقدم ألم الواقع بلبوس من الرومانسية والشفافية العالية، وهو من إخراج وليد أحمد الدرويش وتأليف روان العبد، إنتاج المؤسسة العامة للسينما، تم إنجازه منذ ثلاث سنوات سيبصر النور قريباً، هذا ما أكده المخرج في تصريح لصحيفة الثورة، يقول: «ينتظر الفيلم تظاهرة الأفلام القصيرة في دمشق، وأعتقد أنها باتت قريبة، وحالياً تم تقديمه لأكثر من مهرجان عربي وننتظر نتائج الترشيحات».
الفيلم من تمثيل الفنانين «عامر علي، ربى المأمون، جمال العلي، طارق نخلة، محمد قصاب، تمام رضوان، مارييلا خوام، فينوس الموسى»، ويتناول ضمن إطار فلسفي فكرة أن لكل من المكان والزمان ذاكرة، فالمكان ربما يصيبه الخراب والدمار ويصبح الزمان ماضياً، ولكن عندما يرتبطان بأشخاص نحبهم فمن المستحيل أن ننساهم لأن الروح تحوم في الزمكان، وتدور الحكاية حول سارة التي تعود إلى الوطن لإنجاز مشروع تخرجها في مجال الإعلام، فتلتقي برافي العائد أيضاً لرسم لوحات لأصدقائه الفنانين الذين استشهدوا خلال الحرب، فتقرر تصوير فيلم يكون هو بطله، وترافقه إلى المكان المدمر حيث ذكرياته وتصور كل ما يرسم مستحضراً روح المكان المدمر لنراها من جديد، ونكتشف في النهاية مفاجأة مؤلمة تُظهر.
يشير المخرج وليد الدرويش إلى خصوصية عنوان الفيلم مؤكداً أن «زمكان» نظرية معروفة تفترض وجود أشخاص بالحقيقة ولكنهم قد ماتوا في الواقع، حيث يبقى المكان كما هو حتى لو تعرض للتدمير، ومهما اختلف الزمن تبقى فيه الذكريات، يقول: نعيش في الفيلم خيال سارة التي تفترض وجود هذه الشخصيات في المكان ولكن الزمان اختلف لذلك تستحضر في خيالها تلك الشخصيات التي منها من استشهد أو رحل أو خُطف في الحرب التي شُنت على سورية، وقد احتاج إنجاز ذلك إلى لغة سينمائية تنتمي إلى السهل الممتنع، وذهبت باتجاه تقديم الجديد في الرؤية البصرية مع بالبساطة في الصورة السينمائية وتجميع المشاهد، إذ نحكي عن فترة عشر سنوات من الحرب عبر ثلاثين دقيقة فقط.