الثورة – رفاه الدروبي:
صدرت مؤخراً رواية “على ضفة العدم” لابن مدينة دمشق وحاراتها الكاتب عبد الله النفاخ عن دار توتول الحائزة على جائزة تقديريَّة في مسابقة الدار نفسها العام الماضي، وتضمُّ بين دفتي الكتاب 120 صفحة من القطع المتوسط بعد مجموعتين قصصيتين سبقتاها، الأولى “وردة عند الغروب” والأخرى “كل الشمس في قلبي”.
والمجموعتان تطغى عليهما النزعة الإنسانية والشاعرية، إضافة إلى الرمزية و السريالية في بعض قصصها وصممت الغلاف الفنانة لمى ناظم مهنا.
تدرَّج أحداث رواية “على ضفة العدم” بمقدمة ثم حبكة ونهاية، وتنتج عن صراع بين المثاليَّة المطلقة والنَّفعية، في شخصية مدرِّس عشريني يعاصر الحرب على سورية في أوجها، ويواكب التغيُّرات الاجتماعية والنَّفسية الكبرى ولَّدتها الأحداث، كان يشهد خلالها انكسار مثاليَّته مراراً في مواجهة الواقع فيرتَدُّ بصراع نفسي عميق بين جانحيه، جعله يخرج مايعانيه على بعض من يظنُّ بهم السوء من حوله.
تسير أحداث الرواية إلى تفاقم وتعقُّد مجرياتها بالمدرِّس ومن حوله في تشعُّبات و تشابكات، تفضي إلى إدراكه آخر الأمر بأنَّ مثاليَّته المفرطة توقَّع مثيلها من الآخرين كانت سبب مصائبه المتتابعة، وأنَّه لو أدرك أنَّ الحياة تتطلَّب أعذاراً أكثر إلى الناس واستيعاباً لطبائعهم، وعدم توقُّع الكثير منهم الأمر ذاته وتحتاجان – المثالية والعاطفية – على سموِّهما قوَّةً وفهماً للواقع ليحسن الإنسان متابعة طريقه في الحياة.
وختام المسك في الرواية أحداث كثيرة، منها خطبة المدرِّس وتعرُّضه لمشكلات جسام واجهتها الشخصية في المدرسة حين كان فيها وتركه لها، إضافة إلى خلفيَّة الحرب وأحداثها المتغيِّرة.