يعتبر نقص السمع من الاضطرابات التي تصيب الإنسان في جميع المراحل العمرية، ويمكن أن يكون خلقياً، فقد يكون سبب النقص موجوداً عند الولادة وأن تظهر المشكلات المرتبطة به لاحقاً أثناء الحياة ويكون قابلاً للكشف باستخدام الاختبارات المناسبة عند الولادة، أو بعدها بفترة قصيرة.. وكلما طالت فترة الحرمان السمعي كان التدخل صعباً.. فمرض نقص السمع الخلقي مرض صامت وخفي.
في حال الكشف المبكر عن نقص السمع قبل عمر 3 أشهر- فإن التدخل المناسب المبكر سيقود في أغلب الحالات إلى تطور طبيعي أو قريب من الطبيعي للطفل بالمقارنة مع قرينه في نفس العمر- حسب الفريق الطبي للبرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة والذي سيطلق قريباً.
يعمل البرنامج على توفير قاعدة بيانات مشتركة لمرضى نقص السمع في سورية تساهم في تحسين وترشيد الخدمات الصحية المقدمة في مجال الكشف والتأهيل، وتكون قاعدة توجيهية للخطوات المقبلة لتطوير البرنامج واستمراريته، ويقدم خدمات المسح والتشخيص بشكل مجاني عبر 39 مركزاً للمسح، لجميع الأطفال حديثي الولادة وإجراء التشخيص المناسب خلال الشهر الثالث، إضافة إلى حملات مسح سمعي دورية لتغطية المناطق صعبة الوصول أو لتوسيع تأمين الخدمة عند زيادة الطلب عليها وفق ظروف كل محافظة.
ضمان المسح والكشف المبكر لنقص السمع لدى حديثي الولادة في الجمهورية العربية السورية في جميع المحافظات، يحصل كل المواليد الجدد في سورية على هذا التشخيص الضروري لمستقبل حياتهم أينما كانوا في سورية وكيفما كانت ظروفهم.
لأن هذا التحدي غير سهل ولا تستطيع جهة واحدة مواجهته أو التعامل معه بمفردها.. كان لا بدّ من وجود تحالف فكري وطبي وإداري وتنسيق بين مجموعة واسعة من مؤسسات الدولة الرسمية من وزارات وإدارات وهيئات ومؤسسات أخرى مدنية وأهلية تعمل في مجال الصحة والسلامة الصحية، ومعهم خبراء وأطباء وناشطين في العمل الاجتماعي.
من خلال التوعية حول نقص السمع ومؤشراته وأهمية المسح السمعي والكشف المبكر عن نقص السمع، نصل إلى إدراك عوامل الخطورة التي قد تسبب نقص السمع وإمكانية الوقاية منها أو إجراء التدخل المناسب.