نحتفل في الأول من آب من كل عام بعيد الجيش العربي السوري وكذا لبنان بجيشه الوطني، هيبة الدول وعزها وثباتها بتماسك جيشها.. لأجل ذلك أول فعل قامت به أميركا يوم غزت العراق واحتلتها حلّ الجيش وتركه عرضة للتهشيم.. بالمقابل فشلت كل محاولات التآمر على سورية في زعزعة عزيمة جيشها، وتماسك هذا الجيش العظيم هو الذي تصدى لمخطط تقسيمها وحرر معظم أراضيها من الغدر والإرهاب.. وهو الذي يستكمل تحرير مابقي مهما كانت قوة وجبروت أي جهة تحاول البقاء على التراب السوري.
هذا الجيش الذي تأسس على أمجاد تاريخ أجداده وبطولة شهدائه، الذي كتب يوماً يوسف العظمة فيه اسم سورية على شمسها التي لا تغيب.. سطر هذا الجيش المنتصر في تشرين، ملاحم أسطورية في حرب عالمية ثالثة، حتى لو لم تعنَونها قاعات السياسة وخرائط الدول الاستعمارية.. التي شاركت برعاعها ومرتزقتها في الحرب ضد السوريين..
حين أفشل الجيش العربي السوري وحلفاؤه عمليات الحرب على سورية بأذرعهم المختلفة.. شَلت أيديهم ودحرت مجاميعهم، وقطعت دابر انغماسييهم.. الجزيرة السورية والبوكمال بوابة قلب سورية، تنتظر إعلاء راية النصر النهائي..
سورية الفخورة بجيشها شريكة بانتصارها في رسم معالم عالمٍ جيوسياسي جديد وكذا عالم اقتصادي جديد.. نبهت إليه التسمية القذرة المدعوة عقوبات وهي في الحقيقة حصار جائر على سورية، وتصريح وزير خارجية أميركا بوقاحته أنهم يتلاعبون بالاقتصاد السوري وسعر الصرف لإفقار سورية وتحطيم اقتصادها الوطني بسرقة نفطها وحرق قمحها، لرفض فلاحيها بيع محاصيلهم لعملائهم، على حدود الجوار.. الأمر الذي أثر حقيقة في تدهور منسوب حياة المواطنين المرابطين الثابتين على الأرض السورية، وما زالوا.
يأتي شهر آب أغسطس بالرد على حكام أميركا والاتحاد الأوربي اللاهث خلفها من قبل دول البريكس باتخاذها قراراً سيسهم بتغيير وجه الاقتصاد العالمي.. فينهي تحكم العملة الورقية الدولار المطبوع ورقياً فقط منذ عام 1997 حين أمر الرئيس الأميركي نيكسون بطباعته دون تغطية مادية.. ماخلخل اقتصاد العالم.
تتخذ دول البريكس في آب أغسطس قراراً تاريخياً باستخدام عملة مغطاة مادياً بالذهب، والتعامل بها اقتصادياً في التجارة والصناعة ما يغير وجه التاريخ حقيقة لصالح الشعوب والإنسانية، بعيداً عن التاريخ ونهايته وما شاء له أن يرسمه هنتغتون لما بعد النهاية، ما يفقد أميركا قوة هيمنتها وتحكمها بمصائر شعوب الأرض.. ليكون توازن القوى هو المعيار العالمي في احترام الشعوب، عملة لن تكون حكراً على أحد، ويمكن لأي دولة التعامل بها.. من لحظة القرار سيكون للاقتصاد السياسي مفاعيله عالمياً حيث دول البريكس تنتج 35% من الاقتصاد العالمي ماينهي قيادة أميركا للعالم.
نتمنى أن لا يطول الوقت وأن يكون آب أغسطس عيداً للجيش العربي السوري ويحمل في طياته المستقبلية عيداً لتحول جيوسياسي وجغرافي وأمان، لعالم جديد صمود سورية ونصرها شريك فيه، بملامح أكثر إنسانية.